دموع الوزير
نشر بالاهرام الخميس 19-8
لا أدرى إن كانت دموع وزير الدفاع البريطانى، بن والاس، حقيقية أم دموع «تماسيح»؟!، حينما انخرط فى البكاء، أمام كاميرات التليفزيون, وهو يُعلن أن بلاده لن تتمكن من إخراج كل من تعاون معها خارج أفغانستان.
أعتقد أن دموع الوزير والاس هى أقرب إلى دموع «التماسيح»، لأن بريطانيا هى الحليف الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية، التى غزت أفغانستان، ثم تركتها، فجأة، فى سيناريو لا يمكن تخيله، على غرار سيناريوهات الأفلام القديمة جدا.
ربما يكون السيناريو قد انحرف عن مساره المحدد له من قِبل من وضعوه, لكن، فى كل الأحوال، لا يمكن إعفاء أمريكا، وحلفائها، من توابع هذا السيناريو «الهابط»، الذى اعتبره الوزير البريطانى أسوأ انتكاسة للسياسة الخارجية فى بريطانيا منذ أزمة السويس عام 1956.
كان المشهد الأسوأ فى السيناريو، أمس الأول، حينما شاهدنا سقوط الأفغان من الطائرات، بعد أن تعلقوا بها، فى محاولة للنجاة, ورغم بشاعة المشهد، فإن هناك مشاهد أخرى، لن تقل بشاعة، سوف تظهر تباعا، إذا فقدت حركة «طالبان»عقلها، ودارت عجلة «القتل»، و«التنكيل» بالخصوم، والمنافسين، خلال الأيام المقبلة.
رد فعل الرئيس الأمريكى، جوبايدن، كان «باردا»، وحاول تبرير «الانهيار» بمبررات غير مقبولة، وليست معقولة, لأنه كان من الممكن التوصل إلى «تسوية» مع «طالبان» أولا، تضمن انتقالا «سلسا» للسلطة فى مدة زمنية محددة وتأكيد منع وقوع المجازر، التى يتخوف منها قطاع كبير من الشعب الأفغانى, لكن أمريكا تؤكد كل يوم أن من يحاولون «التغطية» بها، من المؤكد أنهم سيكونون «عرايا» فى يوم من الأيام.