موسم هجرة الطلبة..!
نشر بالاهرام الجمعة 27-8
للأسف الشديد، مازال هناك الكثير من الطلبة، الذين يقدر عددهم بالآلاف، يهاجرون كل عام، عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة، بحثا عن حلمهم المفقود، بسبب أزمة مكتب التنسيق، وعدم قدرتهم على تحقيقه فى مصر.
تحدث معى أحد الأصدقاء، بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، قائلا: إنه يرتب لسفر نجله إلى روسيا، لكى يلحقه بإحدى الجامعات هناك، بعد أن حصل على ٦١% فى علمى رياضة.
قلت: ماذا يريد نجلك؟.. وما الكلية التى يرغب فى دخولها؟
قال: هندسة نووية.
قلت: هل هذا متاح فى روسيا؟
قال: نعم، ومن الممكن أن يكون المجموع أقل من ذلك ويتم قبوله، فالمجموع ليس شرطا.
قلت: .. وماذا عن التكلفة؟
قال: ليست كبيرة مقارنة ببعض الجامعات الدولية فى مصر, فهى نحو ٥ آلاف دولار، ومن الممكن أن تكلف الإقامة والمعيشة نحو ٥ آلاف دولار أخرى.
بعد اللقاء، قرأت فى «أهرام» الجمعة الماضى، بالصفحة الثامنة، «تحقيقا» متميزا، أعده الزميل عبدالرحمن عبادى، عن «سماسرة التعليم العالى»، وأوضح فيه أن هناك أكثر من ٣٠ ألف طالب يذهبون إلى روسيا، وأوكرانيا، وإيطاليا.
المشكلة أن بعض هؤلاء الطلاب يقع ضحية للنصب، والابتزاز، ومع ذلك تتكرر المحاولات كل عام، وقد نشط السماسرة خلال العام الحالى، بعد الانخفاض الحاد للمجاميع.
أعتقد أنه من الضرورى إيجاد حلول عملية، وعلمية، لهؤلاء الطلبة، فى الجامعات الخاصة، والأهلية، والدولية، المنتشرة، الآن، فى مصر، من خلال دراسة أسباب هجرة الطلبة، والبدائل المطروحة، داخل مصر، بعيدا عن استنزاف العملة الصعبة، ووقائع النصب، والاحتيال على أولياء الأمور، والطلبة، خاصة أن هناك أماكن شاغرة فى الكثير من الجامعات، والمعاهد الخاصة، والأهلية، تبحث عمن يشغلها.