العربى.. «نموذجا وقدوة»
نشر بالاهرام الجمعة 17-9
لم ألتقِ الراحل الحاج محمود العربى، رحمه الله، للأسف الشديد، لكننى كنت، ومازلت، شغوفا بمسيرة هذا الرجل البسيط فى حياته، العملاق فى تفكيره، والعصامى فى رحلته.
لو كنت مكان الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، لأدخلت قصة حياة «محمود العربى» ضمن مقررات المرحلة الإعدادية، ليستفيد منها التلاميذ فى مقتبل حياتهم، فهو لا يقل عن البنائين العظام، وسيرته تُعطى دفعة هائلة من التفاؤل، والثقة فى قدرة المواطن المصرى على تغيير حياته، وحياة من حوله، إلى الأفضل، رغم صعوبة الأوضاع المحيطة.
قرأت مقالا مهما للخبير الاقتصادى العالمى، الدكتور محمود محيى الدين، عن تجربة «محمود العربى»، وعلاقته به، التى بدأت فى فيتنام، قبل نحو 25 عاما، حين كان «العربى» ضمن وفد مصرى، وقت الحكومة الأولى للراحل كمال الجنزورى.
ألقى الدكتور محيى الدين الضوء على بساطة الرجل، وعبقريته، وفكره المستنير، وذكائه الحاد، وكيف استطاع إنشاء أكبر إمبراطورية صناعية فى المنوفية، والقليوبية، وبنى سويف، وهى الإمبراطورية التى تستوعب عشرات الآلاف من العمالة.
مصانع «العربى» نموذج ناجح لتوطين الصناعة فى مصر، وإلى جوار الصناعة، اهتم «العربى» بالتنمية البشرية دون ضجيج، لأنه حافظ على حقوق العمالة، وكان يعتنى بالعامل، وحقوقه، مثلما يعتنى بنجاح مشروعاته.
ليس هذا فقط، فقد كان لا يتأخر عن عمل الخير، وقد سمعت له بعض اللقاءات المسجلة، التى يشير فيها إلى التزامه بخروج «زكاة المال»، وهى الركن، الذى لو التزم به كل القادرين؛ لن يكون هناك شخص فقير فى مصر، أو العالم الإسلامى، وهى للعلم ٢.٥ %، أى ٢٥ جنيها، لكل ألف جنيه، بعد الوصول إلى حد النصاب المقرر.
رحم الله الحاج محمود العربى.. ودائما مصر ولادة لكل النماذج الناجحة، والمتميزة.