الأبطال «الستة»..!
نشر بالأهرام الخميس 23-9
الأبطال «الستة»..!
أعادت إسرائيل اعتقال آخر سجينين من السجناء الستة، الذين كانوا قد فروا من سجن «جلبوع» شديد الحراسة، قبل نحو أسبوعين، فى عملية «زلزلت» الكيان الصهيونى، وأفقدته القدرة على التوازن، وكشفت عن «هشاشة» نظامه الأمنى، وتقدمه التكنولوجى، الذى يصدع به رءوسنا ليل نهار.
ستة أبطال كسروا القيود الصارمة، وتفوقوا على شبكة الحراسة الشديدة، ذات التقنية التكنولوجية العالية، واعترف نفتالى بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلى، بإخفاق المؤسسة الأمنية، ووصفه بـ «الحادث المؤسف الكبير»!
أعتقد أن الأبطال الستة كانوا يضعون «سيناريو» إعادة اعتقالهم، مرة أخرى، أمام أعينهم، قبل اتخاذ قرارهم بالفرار، لأن السجن مُقام على أراضٍ خاضعة للاحتلال الإسرائيلى، وهى أراض تعتبرها إسرائيل ضمن حدودها، وتُطلق على سكانها «عرب48»، ورغم انتمائهم الفلسطينى، فإنهم يخضعون للقرارات، والقوانين الإسرائيلية.
المهم، أن هؤلاء الأبطال كشفوا الخلل الاستخباراتى الإسرائيلى الجسيم، وكشفوا، كذلك، هشاشة الأمن الإسرائيلى، وأيضا، أظهروا للعالم كله عدالة قضية الأسرى «الفلسطينيين».
الغريب فى هذا الأمر هو الصمت المريب من منظمات حقوق الإنسان العالمية، ومن الحكومات الأوروبية، والحكومة الأمريكية تجاه «عدالة» هذه القضية، وكأنهم أصيبوا، جميعا، بـ «العمى، والصم»، فهم لا يسمعون، ولا يرون ما تفعله سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى الفلسطينيين، وأسراهم، وأراضيهم، وبيوتهم، رغم أنهم يقفون على أطراف أصابعهم، ويكيلون الاتهامات «المُسيسة» ليل نهار للدول.