«وديعة» صلاح منتصر..!
نشر بالاهرام الجمعة 22-10
أهدانى الكاتب الكبير، صلاح منتصر،«وديعة» مهمة، عبارة عن «الكتيب»، الذى تسلمه كل محرر فى «الأهرام» يوم الانتقال إلى مبناهم الجديد (الحالى) عام 1968، أى منذ ٥٣ عاما، وهو كتيب تاريخى يحتوى على التنظيم الإدارى للمبنى، وتوزيع أقسام «الأهرام» على طوابقه، وتحديد أسماء المحررين حسب توزيعهم على مكاتبهم.
قرأت الكتيب بعناية، ووجدته وثيقة تاريخية تبرز عظمة «الأهرام»، ومكانتها، وتذكرت ما جاء على لسان سيدة الغناء العربى (أم كلثوم)، بعد زيارتها مبنى «الأهرام»، من أنها شعرت بأنها انتقلت إلى مكان مختلف يستوجب استخراج جواز سفر لدخوله!
الكتيب ينظم قواعد الدخول، والخروج، وأماكن وقوف السيارات، والالتزام بقواعد الحفاظ على نظافة المبنى، وصيانته، واستقبال الضيوف، واستعمال المصاعد.
تصدرت كلمة من الأستاذ محمد حسنين هيكل مقدمة الكتيب، أشار فيها إلى أن مشروع إنشاء المبنى استغرق ١١ عاما من الحلم، والتفكير، والتخطيط، والتنفيذ، ليصبح واقعا.
أوضح هيكل أن الكلمة المكتوبة كانت، وسوف تظل إلى زمان طويل، أقوى وسائل نقل الأفكار، والأحداث، وأن تاريخ لغتنا العربية جعلها، بغير منازع، الوعاء الحافظ،والأمين، لحضارة شعوبنا، وتراثها الإنسانى كله.
مع الكتيب (الوثيقة التاريخية) أهدانى الأستاذ صلاح منتصر، أيضا،3 نسخ من مجلة عائلية داخلية، كان يتم إصدارها باسم أسرة «الأهرام»تعبيرا عن أسرة متحابة، ومتماسكة، وقوية، ومن هنا جاء التعبير الأشهر «أسرة الأهرام» عن كل من يعمل فيها.
شكرا لكاتبنا الكبير الأستاذ صلاح منتصر على تلك «الوديعة» المهمة، التى شرفنى، وأهدانى إياها للحفاظ عليها ضمن ودائع «الأهرام» النفيسة، التى يمتد تاريخها عبر أكثر من 145 عاما من الزمان.
دمت متألقا، ورائعا،كاتبنا الكبير، لكى ننهل من رحيقك كل يوم.