الفقراء يدفعون الثمن
نشر بالأهرام الأربعاء 3-11
الفقراء يدفعون الثمن
الدول الصناعية الكبرى هى المتهم الأول, والأخير, فى التلوث المناخى, وتغير المناخ، ومع ذلك, فالدول النامية هى من ستدفع الثمن الأكبر, نتيجة مشكلات الاحتباس الحرارى، وما يستتبعه من ظواهر خطيرة, كالتصحر, والجفاف, وارتفاع معدلات المياه فى البحار, والمحيطات, وغرق مدن بأكملها.
الرئيس عبدالفتاح السيسى كان واضحًا, وحاسمًا, فى كلمته أمام قمة المناخ, حيث ألقى بالمسئولية على الدول الكبرى, وأشار إلى ضرورة تقديم الدول الكبرى ١٠٠مليار دولار سنويًا للدول النامية والوفاء بالتزاماتها فى هذا الإطار، لأن هناك فجوة بين التمويل المتاح وحجم الاحتياجات الفعلية للدول النامية.
القارة الإفريقية هى أقل القارات مسئولية عن التغير المناخى، ومع ذلك, تواجه التبعات الأكثر خطورة عن تلك الظاهرة.
من هنا, رحب الرئيس عبدالفتاح السيسى باستضافة مصر قمة المناخ المقبلة, لمناقشة مشكلات القارة فى هذا الإطار، وتعزيز العمل الدولى المشترك, للوصول إلى إنجاز اتفاق باريس, تحقيقا لمصالح شعوب قارة إفريقيا, وشعوب العالم.
موقف مصرى مشرف, وكاشف لحقائق مهمة, متعلقة بمسئولية مصر تجاه دول القارة الإفريقية، وتجاه دول, وشعوب العالم, لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
رئاسة مصر قمة المناخ المقبلة سوف تعزز الثقة فى المداولات, والنقاشات, من أجل التوصل إلى حلول ملزمة لجميع الأطراف, سواء أكانت الدول الغنية المتقدمة, التى كانت سببا فى الأزمة, أم الدول النامية, التى سوف تكتوى بنيران تلك الأزمة، وليس هناك حل إلا بالتوافق, والإرادة المشتركة لكلا الطرفين.