زمن الحضارة الإسلامية
نشر بالأهرام الجمعة 5-11
أهدانى الدكتور محمد رضا عوض موسوعته الرائعة «صناع الحضارة الإسلامية»، التى قدم فيها باقات من التراجم الميسرة، التى تتسم بالشمول، والتنوع، بدءا من الخلفاء الراشدين، مرورا بالإمام الحسين بن على بن أبى طالب، وأمهات المؤمنين، وانتهاء ببعض أعلام الصحابة، والصحابيات.
كتاب ممتع، ورائع، وأسلوبه هو السهل الممتنع، أو الأسلوب العلمى، المتأدب، كما أشار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى مقدمته للكتاب.
أما الشاعر الكبير، فاروق جويدة، فقد أشار فى مقدمته، أيضا، إلى أن ميزة المؤلف أنه يكتب بحب شديد عن الإسلام (العقيدة)، ويرى فيه مشروعا حضاريا، وإنسانيا، وثقافيا غاية فى الأهمية.
فى الكتاب، نجح المؤلف فى التوقف، بالشرح والتحليل، أمام نماذج من صناع الحضارة الإسلامية، الذين اتسموا، جميعهم، بالإيمان، والزهد، والصدق، والأمانة، مما جعل الحضارة الإسلامية تمتد شرقا وغربا، مؤكدا أن الإسلام دين حضارة، وتقدم فى تاريخ البشرية، لأنه اهتم بقضايا الحريات، وإكرام البشر، ووضع الإنسان فى أرقى مكانة.
الإسلام دين حضارى، خرج من قلب الصحراء، وسط مجتمعات قبلية شديدة القساوة، ونجح فى تحويل تلك المجتمعات إلى مجتمعات حضارية متقدمة، قادت العالم قرونا عديدة.
الحضارة الإسلامية ظلت قرونا عدة منارة للحضارات الأخرى، واشتهرت بين بلدان العالم، وكان يأتيها الطلاب والوافدون من كل حدب وصوب، من أجل التزود بالمعرفة، واكتساب العلم، وذلك خلال الفترة الممتدة بين منتصف القرن الثامن وحتى أوائل القرن الخامس عشر.
أراد الدكتور محمد رضا عوض تذكير العالم الإسلامى بقدرتهم على النهوض مرة أخرى لو أرادوا.