صراع الفن الهابط
نشر بالاهرام الجمعة 26-11
صراع الفن الهابط
نقاش عنيف يدور بين أنصار الفن الهابط ومعارضيه.
المؤيدون، بحسن نية، وهم أقلية، يعتقدون أنهم يدافعون عن مبدأ الحرية، والبعض الآخر يؤيد من منطلق أن «الجمهور عايز كده»، وهو صاحب القول الفصل.
المعارضون للفن الهابط، وهم الأغلبية، يرون أن تلك الأعمال لا ترتقى إلى مستوى الفن، وأن الموضوع كله لا علاقة له بالفن، أو الإبداع، وإنما هو «إسفاف» و«سفه»، وتدمير لسلوكيات المجتمع، ولذلك لابد من منع هذا «الإسفاف»، ووقفه، لأن تداوله يفسد الذوق العام.
بهدوء، وبعيدا عن الانفعال، تعالوا نقارن بين أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وتأثيرهما الإيجابى على كل أفراد المجتمع بكل طبقاته، وبين أمثال هؤلاء «المسخ»، الذين لا يتركون إلا التأثير السيئ، والسلبى، على كل من يسمعونهم.
لم يكن عبدالحليم حافظ مطرب الصفوة، أو النخبة، وكذلك أم كلثوم، ولاتزال أغانيهما تصدح فى كل المقاهى، والبيوت، فى الريف،والحضر، وفى كل دول العالم العربى، بلا استثناء.
القصة ليست فى المقارنة بين عبدالحليم وأم كلثوم، وبين هؤلاء، لأن المقارنة صعبة وربما مستحيلة, ولكن أتحدث عن مدى التأثير، وهل للفن تأثير أم لا على الكثير من الأفراد؟
الحال نفسها فى السينما، والدراما،ولذلك، فإن الموضوع لا يتعلق بحرية الفن، والإبداع، إطلاقا، وإنما يتعلق بنشر قيم شاذة، وغريبة، مثل نشر البلطجة، واستسهال أعمال القتل، والسرقة، والاغتصاب، وكأنها أمور اعتيادية عادية، نتيجة قيام البعض بتقمص شخصية الممثل «س»، أو «ص»، من الذين يقومون بنشر تلك القيم السلبية، لتنتشر تلك الظواهر بدلا من انحسارها.
النقاش مهم، ومطلوب، والدفاع عن حرية الرأى، والإبداع شىء مقدس، لكن لابد أن يكون كل ذلك من أجل الارتقاء بأذواق المواطنين، ونشر القيم الإيجابية، ومحاصرة كل الظواهر الشاذة، والسلبية، التى باتت تنتشر فى المجتمع كالسرطان.