المجاعة والإبادة
نشر بالأهرام الأثنين 6-12
المجاعة والإبادة
بين المجاعة، والإبادة، تقع إثيوبيا هذه الأيام.
من ناحيته، أعلن برنامج الأغذية العالمى أن عدد المحتاجين لمساعدة غذائية عاجلة فى شمال البلاد ارتفع إلى ٩ ملايين شخص، وأن معظمهم يتعرضون لخطر المجاعة.
ومن جانب آخر، أفادت تقارير للعديد من الصحف الأجنبية، مثل صحيفة «الجارديان» البريطانية، وغيرها، أن الحرب الأهلية الإثيوبية تجاوزت مخاطر الحروب العادية، وازدادت درجة مخاطرها إلى وقوع عمليات إبادة جماعية، نتيجة قيام رئيس الوزراء الإثيوبى، آبى أحمد، ببث حملات كراهية، وتحريض، أدت إلى وقوع انتهاكات خطيرة منها القتل، والاغتصاب.
التقارير أشارت إلى تورط الجيش الإثيوبى، ودول أخرى تسانده، فى ارتكاب مجازر جماعية، وعمليات إبادة فى المناطق، التى يسيطر عليها.
الوضع فى إثيوبيا مخيف، وهناك تصاعد للقلق الدولى، إزاء النزاع المتفاقم هناك، والأمم المتحدة حذرت، أكثر من مرة، من خطورة استمرار المعارك الإثيوبية.
وسط كل ذلك، لا يسمع رئيس الوزراء الإثيوبى، آبى أحمد، سوى صوت القتل، والخراب، بل إنه قام بحركة استعراضية، حينما ذهب إلى مواقع القتال، ليؤكد رغبته فى استمراره، وبث خطابات الكراهية، والتحريض ضد أبناء الشعب الإثيوبى.
أعتقد أن الأزمة باتت تحتاج إلى تدخل دولى عاجل، وحاسم، من مجلس الأمن، استنادا إلى «الفصل السابع» لوقف القتال، وحظر طيران القوات الإثيوبية على مناطق شعب الـ«تيجراى»، وإجراء تحقيق دولى مستقل حول الانتهاكات الخطيرة، التى تحدث هناك، وتقديم المتورطين فيها إلى الجنائية الدولية.