الصراعات «العدمية»
نشر بالأهرام الخميس 6-1
الصراعات «العدمية»
أخشى أن يدخل السودان مرحلة الصراعات «العدمية»، التى يمكن أن تؤدى إلى الإضرار بوحدته، ومستقبله، والتأثير بالسلب على حياة شعبه.
الصراعات «العدمية» هى التى يحاول فيها البعض الوصول إلى أكبر مدى من الخصومة، ورفع السقف إلى ما لا نهاية، وإطلاق شعارات براقة، لكنها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
الشعب السودانى شعب مسالم، وشديد النقاء، ومن حقه البحث عن حياة أفضل، واختيار نظام الحكم الذى يناسبه.
لكن ليس معنى ذلك تحطيم كل الثوابت، ومحاولة ضرب المؤسسات، خاصة المؤسسة العسكرية، لأن المؤسسة العسكرية ملك لكل الشعب السودانى، وهى الدرع الواقية، التى تحميه، وتحمى حدوده، ووحدته.
الصراعات «العدمية» هى التى أوصلت عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان، إلى الاستقالة، كما جاء فى البيان، الذى ألقاه لإعلانها.
وصل عبد الله حمدوك إلى مرحلة «التجمد»، بعد الهجوم العنيف عليه من بعض القوى، وصمت القوى الأخرى، مما أدى به إلى تقديم الاستقالة.
ربما تكون الاستقالة باب أمل جديد، إذا أعطى المتظاهرون الفرصة لمجلس السيادة السودانى لاختيار رئيس وزراء جديد، يقوم بتشكيل حكومة «تكنوقراط» غير حزبية، لتسيير أعمال المرحلة الانتقالية.
اختصار المرحلة الانتقالية بات ضرورة ملحة، للبدء فى وضع دستور جديد للبلاد، وإجراء الانتخابات البرلمانية، والرئاسية، لينتقل السودان إلى مرحلة الاستقرار.
السودان «مرهق» اقتصاديا، وسياسيا، ولا يحتمل المزيد من المتاعب، والصراعات «العدمية»، وإنما يحتاج إلى عقل الأغلبية الصامتة «الرشيد»؛ لكى يجتاز هذه المرحلة الصعبة.
مصر والسودان شعب، وجسد، واحد، «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى».