تحدى البقاء (3)
نشر بالأهرام الجمعة 14-1
تحدى البقاء (3)
فى جلسة (الطريق إلى جلاسكو من شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية)، كان النقاش واضحا، وصريحا، فالبشرية تواجه مخاطر غير مسبوقة، وربما تكون النهاية إذا لم يسارع الجميع ببذل أقصى جهد لمواجهة خطر الفناء.
جون كيرى، مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية للمناخ، حدد الفترة الزمنية المتبقية لإمكان المواجهة بثمانى سنوات فقط، وبعدها سيكون الوضع مأساويا، وكارثيا، وغير قابل للحل.
الاتجاه نفسه، تحدث فيه، أيضا، جون مارتن، مبعوث المملكة المتحدة للمناخ، والعديد من الضيوف الأجانب، الذين دقوا ناقوس الخطر بعنف.
المعضلة أن المشكلات الناتجة عن التغيرات المناخية لا تقتصر فقط على من ارتكب هذه الجرائم، لكنها ستمتد إلى البشرية جميعا، وكمثال لذلك، فإن مصر سوف تتضرر بشدة من التغيرات المناخية، رغم أنها من أقل الدول التى سببت أضرارا للمناخ العالمى.
ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسى متفائل، بطبعه، ولديه إيمان عميق بقدرة الله، سبحانه وتعالى، فقد أشار إلى أن التغيرات المناخية محنة قاسية، لكنها منحة، أيضا، يجب استثمارها لخير البشرية، من خلال العمل الجاد، والمخلص، لحل تلك المشكلات الخطيرة.
مصر، التى تنظم «Cop 27» فى شرم الشيخ نهاية هذا العام، قدمت النموذج العملى لمواجهة هذه التحديات، حينما قامت بإنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية فى الشرق الأوسط، وإفريقيا، فى «بنبان» بأسوان، والتى تم افتتاحها خلال أسبوع الصعيد نهاية الشهر الماضى.
أيضا، مصر سوف تنتج أول سيارة كهربائية العام المقبل، وكذلك، فإن الحكومة تتبنى برنامجا ضخما لتحويل السيارات، والمركبات، إلى الغاز، ومد الغاز إلى المنازل، بالإضافة إلى برنامج تطهير البحيرات، وتبطين الترع، علاوة على المشروع الأهم، والأضخم، وهو مشروع «حياة كريمة» لتحسين جودة الحياة لأكثر من نصف الشعب المصرى.