ماكرون.. و«الحرب التنويرية»!
نشر بالأهرام الثلاثاء 18/1
ماكرون.. و«الحرب التنويرية»!
تحدثت، أمس، عن تحرك 80 منظمة عالمية ضد موقع «يوتيوب»، باعتباره قناة كاذبة، ومضللة, واليوم، أتوقف أمام تحرك الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، الذى تعهد بملاحقة شركات التكنولوجيا العملاقة، ومنصاتها على الإنترنت، لنشرها الأخبار الكاذبة، والمضللة، فى فرنسا.
«التقرير» نشرته الزميلة ياسمين أسامة فرج فى «الأهرام» بالصفحة الثانية، وأشارت فيه إلى أن الرئيس الفرنسى أشار، فى خطابه السنوى، إلى أن منصات الإنترنت، و«الإنفلونسرز»، لابد أن تخضع لإطار من المسئولية المنضبطة.
ماكرون أوضح أنه قام بتكليف مجموعة من الباحثين، وعلماء الاجتماع، والأكاديميين، والصحفيين، للعمل على وضع الإطار المقترح، فى مهمة أطلق عليها اسم «التنوير فى العصر الإلكترونى»، على غرار حركة «التنوير الفلسفية» فى فرنسا خلال القرن الثامن عشر.
تَحٌّركْ ماكرون جاء بعد أن تعرضت زوجته، السيدة الأولى، «بريجيت»، إلى مؤامرة خبيثة, ونشر تقارير مضللة، وكاذبة، عنها، فى تلك الوسائل، تزعم أنها «متحولة» جنسيا, وأنها وُلدت، فى الأصل، رجلا.
أعتقد أن ماكرون كان شجاعا، بما فيه الكفاية، للتعبير عن الحقيقة الصادمة، التى سيتعرض لها مستقبل «التنوير» فى العالم كله، إذا تم ترك هذا المستقبل فى أيدى شركات «التكنولوجيا» العملاقة، و«السوشيال ميديا»، و«منصات» الإنترنت.
العالم كله أصبح، الآن، يحتاج إلى «حرب تنويرية» جديدة، للحفاظ على المقومات الثقافية، والتاريخية، للمجتمعات المختلفة, والاستفادة، فى الوقت نفسه، من تلك المقومات الحديثة، دون تركها، وحدها، تعبث بمستقبل البشرية، والدول والشعوب.
لو نجحت فرنسا فى خطتها الحالية، فسوف تكون قد أهدت إلى البشرية درعا واقية ضد الانهيار العاجل، الذى تسير فيه, بحيث تتمكن الدول، والشعوب، من الحفاظ على هويتها الثقافية، والتاريخية, وفى الوقت ذاته، تستفيد من المقومات التكنولوجية الحديثة.