الحرب «التنويرية» فى مصر

نشر بالأهرام الأربعاء 19-1

الحرب «التنويرية» فى مصر

نحتاج فى مصر إلى حرب «تنويرية»، كتلك التى أطلقها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، لمواجهة المتغيرات الحادة، والسريعة، فى المجال الإلكترونى، والسوشيال ميديا، ومنصات الإنترنت.

هذه الحرب لا تستهدف معاداة هذه الوسائل، أو منعها، لأن ذلك عبث، ولا فائدة منه، على غرار حروب طواحين الهواء, وإنما الهدف الأساسى منها هو ترشيد هذه الوسائل، و تحقيق أقصى استفادة منها, وتقليل أضرارها.

لن يتأتى ذلك إلا بحرب «تنويرية»، و«ثقافية»، أو ثورة «توعوية» شاملة، من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية, والثوابت, والأخلاقيات, والقيم الدينية المستنيرة.

يحدث فى مصر، الآن، ثورة تنموية شاملة فى جميع قطاعات الدولة، من بنية أساسية، وزراعة، وصناعة.. وكل المجالات.

الحفاظ على قوة الدفع يحتاج إلى ثورة ثقافية، وتوعوية، وحرب تنويرية شاملة، تكون فيها الصحافة، ووسائل الإعلام، رأس الحربة، وتشترك بها جميع الجهات، والوزارات، والهيئات، المعنية، من إعلام، وشباب ورياضة، وأوقاف، وثقافة، وأزهر، وكنيسة.. وغيرها.

الهدف من هذه الثورة التوعوية، والحرب التنويرية، هو تغيير المفاهيم الخاطئة، والحفاظ على الهوية الوطنية، حتى لا تختلط المفاهيم، وتتوه الحقائق، وسط غابة الإنترنت، والمفاهيم الخاطئة، وأكاذيب «اليوتيوب»، والسوشيال ميديا.

نحتاج الى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة فى كل المجالات، مثل الحفاظ على المال العام، والممتلكات العامة، وعدم التعامل معهما على أنهما مال «سايب»، أو ممتلكات «مستباحة»، وكذلك كيفية الحفاظ على الرقعة الزراعية، وحماية نهر النيل، والترع، والمصارف، من التلوث، علاوة على تعميق مفاهيم الحفاظ على نظافة الشوارع، وعدم التهاون فى إلقاء المخلفات، والقاذورات فى الطرقات، والشوارع.. وغيرها من المفاهيم الخاطئة، التى أصبحت مفاهيم شائعة.

الأهم، من كل ذلك، هو كيفية التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة، والتعامل معها بحذر، وحكمة، فى الوقت ذاته.

أتمنى لو تبنت الحكومة مفهوم الحرب «التنويرية»، والثورة «التوعوية» الشاملة، مع تدشين «الجمهورية الجديدة».

 

Back to Top