اللقاء الأخير
نشر بالأهرام الخميس ٢٧ يناير
اللقاء الأخير
التقيت الزميل، والصديق، الكاتب الصحفى، الراحل، ياسر رزق، آخر مرة، الأسبوع الماضى، فى حفل توقيع كتابه «سنوات الخماسين» بدار الأوبرا.
جلست، واستمتعت بالمناقشات، الثرية، من جانب المشاركين فى الحفل: منير فخرى عبد النور، وزير الصناعة الاسبق، والقطب الوفدى الكبير، وحلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، والدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية فى «الأهرام»، وأدار الندوة، باحترافية عالية، الدكتور سامى عبد العزيز.
كان ياسر رزق هادئا إلى اقصى درجة، يرصد كل الملاحظات، ويسجلها، ويرد عليها، فى إطار مناقشة فكرية راقية، وهادفة.
قبلها، كنت التقيته فى الطائرة، التى سافرنا عليها إلى «منتدى الشباب» بشرم الشيخ، ودار حديث متشعب عن الصحافة، والثقافة، والسياسة، ودعانى إلى حضور حفل التوقيع.
ياسر رزق صحفى من طراز رفيع، وموهوب، وكان مهنيا حتى النخاع.
يمكن أن تتفق، أو تختلف، معه، لكن، فى النهاية، ينال احترام، وتقدير، كل من يحاوره، لأنه كان حريصا على عدم نسف جسور التواصل، والحوار.
آخر مواليده كتاب «سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص»، الذى أدلى فيه بشهادته عن تلك الحقبة الصعبة، واتصل بى، مداعبا: أرسلت لك النسخة الأولى من الكتاب.
قلت له: أنت متأكد أنها النسخة الأولى؟
رد، ضاحكا، قائلا: المهم أن أسمع رأيك بعد أن تقرأه.
كان ياسر رزق غزير الكتابة، والإنتاج، وتولى رئاسة العديد من المواقع الصحفية، حيث ترأس تحرير صحيفتى الأخبار، والمصرى اليوم، وترأس مجلس إدارة أخبار اليوم، بعد ذلك، إلى جانب أنه كان نقابيا بارزا، وظل مشاركا فى مجلس نقابة الصحفيين عدة دورات، وتزاملت معه فى دورة 2007.
رحم الله الأخ الحبيب، والصديق، ياسر رزق، وألهم أسرتيه الصغيرة، والكبيرة، الصبر، والسلوان.