ريان.. العروبة والإنسانية!
نشر بالاهرام الأثنين 7-2
ريان.. العروبة والإنسانية!
نجح الطفل ريان فى توحيد العالم العربى من المحيط إلى الخليج طوال أيام وليالى عملية إنقاذه، وتركزت الأنظار على قرية إغران بإقليم شفشاون فى المغرب الشقيق، والأنفاس محبوسة تتابع لحظة بلحظة عملية الإنقاذ.
ريان لم ينجح فقط فى تحريك القلوب العربية، وإنما تحول إلى رمز للإنسانية، وتصدرت أخبار إنقاذه الصحف، والمجلات، ووسائل الإعلام العالمية.
نزل خبر الوفاة كفاجعة هزت نفوس الكثيرين، وبكى الكثير من المشاهدين، والمتابعين، تأثرا به، رغم أن الوفاة منطقية لطفل لم يتعد الخامسة من عمره سقط فى بئر عميقة، وضيقة، وفرص نجاته كانت مستحيلة بعد مرور خمسة أيام كاملة على سقوطه.
خمس ليالٍ بذل فيها المغرب الشقيق جهدا كبيرا، وسخر كل إمكاناته، لكن قضاء الله كان أسرع.
فاجعة ريان كشفت الوجه المضىء للإنسانية؛ حينما اجتمعت خلف إنقاذ هذا الطفل البرىء، وأتمنى لو استمرت تلك الطاقة الإيجابية من أجل إنقاذ ملايين الأطفال المشردين نتيجة الحروب الأهلية، والاقتتال، وتدمير منازلهم، وتركهم نهبا للبرد، والحر، والجوع، والموت عطشا.
أيضا، كشفت واقعة ريان عن تهافت السوشيال ميديا، وأكاذيبها، لدرجة «فبركة» صورة طفل، وإذاعة خبر نجاة ريان، وتبادل تهانى الإنقاذ، مما يؤكد أهمية، ودقة وسائل الإعلام التقليدية، من قنوات تليفزيونية، وإذاعة، وصحافة، وأنها هى التى تنقل الخبر الصحيح دون تزييف.
خبر الوفاة الحقيقى جاء من القنوات التليفزيونية، التى كانت تبث وقائع الإنقاذ لحظة بلحظة، ونشرته المواقع الصحفية الإلكترونية، بعد أن قدم الملك محمد السادس تعازيه إلى أسرة الطفل ريان.
رحم الله الطفل ريان الذى أوجع قلوبنا جميعا، وأهدى رسالة إنسانية يحتاجها العالم، الآن، فى التآلف والتراحم.