«مربكات ومسارات» محيى الدين

نشر بالأهرام الجمعة ١١ فبراير

«مربكات ومسارات» محيى الدين

كتاب «فى التقدم.. مربكات ومسارات» واحد من أفضل الكتب التى استمتعت بقراءتها، أخيرا، للدكتور محمود محيى الدين، الخبير الاقتصادى المصرى- العالمى، الذى تولى العديد من المناصب المحلية، والعالمية، منذ أن كان وزيرا للاستثمار، ثم مديرا للبنك الدولى، ونائبا أول لرئيس البنك، وحتى الآن كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

الكتاب يناقش موضوعات شديدة الأهمية، تتعلق بالتقدم، ومساراته، والمربكات التى تؤثر عليه، فى أسلوب أدبى بديع يجعل من الصعب «مفارقته» قبل استكمال فصوله.

 

يشير الكتاب إلى إحدى «المربكات» الكبرى، التى يعيش العالم تبعاتها الآن, وهى جائحة «كورونا», وأطلق عليها اسم «العاصفة التامة»، منتقدا مقولة «إننا فى مواجهة هذه العاصفة فى سفينة واحدة»، لأنها، بحسب وجهة نظره، مقولة تتراوح بين ترويج للمثالية الساذجة وإطلاق الخرافات المضللة, لأن الحقيقة غير ذلك، فهناك قلة فى العالم تتحصن بسفن، ويخوت عاتية تحميها من ويلات العاصفة, فى حين أن هناك جزءا آخر من سكان العالم يلوذ بالسفن أقل متانة, أما سكان الدول الأقل دخلا، وتقدما، فهم أشبه بمن يستمسك بحطام السفن، وأنقاض المراكب المتناثرة.

يستشهد الدكتور محمود محيى الدين بمقولة أمير الشعراء أحمد شوقى «بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم.. لم يبن ملك على جهل وإقلال»، وهى المقولة التى أثبتت صحتها, وأن العلم والمال كانا هما سلاح المواجهة الرئيسى فى تلك الأزمة، أو غيرها.

أشار الكاتب إلى التحول الرقمى، وأهميته، لكنه حذر من التحولات الرقمية المفاجئة، خاصة فى حاله قصور الاستعداد لها، والتكيف معها.

الكتاب وثيقة مهمة فى التعرف على أصول التقدم، وأسباب التخلف، بين الأمم، وهو من الكتب المهمة التى أرشحها لك للقراءة عزيزى القارئ من كل الفئات سواء الشباب، أو مجتمع الأعمال، والقيادات, والمفكرين.

Back to Top