ليبيا.. مرة أخرى

نشر بالأهرام الأثنين 14-2

ليبيا.. مرة أخرى

مرة أخرى، تقفز ليبيا إلى الواجهة، بعد تعثر مسار إجراء الانتخابات، الذى كان مقررا انطلاقه فى ديسمبر الماضى .

فى الأسبوع الماضى، اجتمع مجلس النواب الليبى، وطبقا لصلاحياته، فقد قام بتعيين رئيس جديد للحكومة الليبية، هو فتحى باشاغا, وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة فى غضون 15 يوما من تاريخ التكليف.

مصر، من جهتها، تتابع الموقف الليبى، لكنها لا تتدخل فى الشأن الليبى الداخلى، وتؤمن بأن مسار تسوية الأزمة يظل بين أبناء الشعب الليبى وحده، دون تدخلات، أو إملاءات خارجية .

الخارجية المصرية أكدت أن القاهرة مستمرة فى تواصلها مع جميع الأطراف الليبية، بهدف تقريب وجهات النظر فيما بينها، وضمان حفظ، واستقرار الدولة، ودعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة بين الأشقاء الليبيين .

أتمنى أن ينجح الشعب الليبى فى تخطى هذه الخطوة، والنظر إلى المستقبل، من أجل الحفاظ على الاستقرار, والانتقال إلى مرحلة البناء الدستورى، والتشريعى، وإجراء الانتخابات الرئاسية، والتشريعية, حتى يتمكن من اختيار ممثليه بكل حرية.

ليبيا لاتزال تنزف دما، منذ نحو 11 عاما حتى الآن، وخلال تلك الفترة، فقدت ليبيا الكثير من أبنائها فى الاقتتال الأهلى، وتشريد الملايين, وعانت الانهيار الاقتصادى، واستنزاف مواردها.

تصريحات باشاغا مشجعة، فقد تعهد بالتعاون مع مجلس النــواب، والدولــة، مؤكدا أنــه لا مكان للكراهية، أو الحقد، أو الانتقام, وأنه راغب فى فتح صفحة وطنية جديدة أساسها السلام، والمحبة، والمصالحة، والمشاركة، والعمل الجماعى.

لاتزال ليبيا تقف على «عتبة» الأمتار الأخيرة من نهاية الأزمة, والمهم تجاوز هذه «العتبة»، والانتقال إلى آفاق المستقبل.. وكفى معاناة 11عاما.

 

Back to Top