نشر بالأهرام الأربعاء 16 فبراير

رائحة ميونيخ..!

وزير الدفاع البريطانى، بن والاس، أشار، فى حديثه مع صحيفة «صنداى تايمز»، إلى أنه يشم رائحة ميونيخ فى الهواء العالمى الآن, مشبها الوضع العالمى بالوضع الذى سبق الحرب العالمية الثانية، فى إشارة إلى اتفاقية عام 1938، التى سمحت بضم «سوديتنلاند» على أمل منع اندلاع الحرب العالمية الثانية, ومع ذلك فقد وقعت الحرب.

ربما يكون الوزير البريطانى متشائما بدرجة كبيرة, وربما تكون لديه معلومات عن غزو روسى مؤكد لأوكرانيا, وعن اتخاذ تدابير أخرى قد تشعل الحرب العالمية الثالثة.

أعتقد أنه من الصعب نشوب حرب عالمية ثالثة حتى لو غزت روسيا أوكرانيا, لأن الحرب العالمية الثالثة معناها فناء أمريكا، وروسيا، وأوروبا، وأجزاء أخرى من العالم, وهو الأمر الذى لن تقدم عليه، أو تقبل به، أمريكا، وروسيا، وأوروبا- أكثر المتضررين.

إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، فمعنى ذلك عودة الحرب الباردة من جديد, وعودة الحرب الاقتصادية، التى سوف تعانى بسببها روسيا بشدة, كما أن روسيا سوف تتكبد خسائر باهظة فى الغزو، وتكاليفه، وتداعياته.

حتى الآن روسيا تنفى نية الغزو، لكن الوقائع على الأرض عكس ذلك, وكلها تسير فى اتجاه الحشد, والمحاصرة, والاستعداد لدخول الأراضى الأوكرانية.

لا أدرى ما الموقف وقت قراءة هذا العمود؟, فربما تكون اندلعت الحرب, وقامت القوات الروسية بالغزو, وربما ظلت الأمور على ما هى عليه من توترات.

أعتقد أن روسيا مطالبة بالتهدئة, واتخاذ إجراءات لسحب قواتها خطوات إلى الوراء لإبداء حسن النية, وعلى الغرب أيضا احترام المخاوف الأمنية الروسية.