الخداع باسم الثورة
نشر بالأهرام الخميس ١٧ فبراير
الخداع باسم الثورة
«الخداع، والتدليس، باسم الثورة، والشرعية، أدوات رخيصة، يستخدمها البعض فى تأجيج نار الفتنة، والصراع».. تلك كانت بعض كلمات رئيس الحكومة الليبية المكلف، فتحى باشاغا، ضمن لقاء بثه التليفزيون الليبى، بعد شروعه فى إجراء مشاورات مع جميع الأطراف السياسية هناك، من أجل تسمية حكومته الجديدة.
رئيس الوزراء الليبى المكلف أشار إلى سنوات المعاناة، التى عاشها مواطنوه، والتى امتدت إلى ١٠ سنوات كاملة، عانى فيها الشعب الليبى التهجير، والحرب، والفساد، والكراهية.
كلمات فتحى باشاغا لامست الحقيقة فى أزمة الثورات العربية، التى اندلعت منذ أكثر من 10 سنوات.
رغم الأهداف النبيلة فى كل الدول التى اندلعت فيها ثورات الربيع العربى، فإن المشكلة أن هناك من استخدم هذه الثورات للخداع، والتدليس، وبث الكراهية، مما فتح الباب أمام المؤامرات الخارجية، والداخلية، وتحولت بعض هذه الثورات إلى جحيم لا يُطاق، كما حدث فى العراق، واليمن، وليبيا، وسوريا، والصومال.
حتى الآن بعض هذه الدول ترزح تحت نير الاقتتال الأهلى، والطائفى، وتراوح مكانها، وتتقدم خطوة، وتعود إلى الوراء خطوات، بسبب الخداع، والتدليس، من بعض الأطراف، التى تتخذ الثورة شعارا، وتستهدف هدم كيان الدول.
آخر الدول، التى وقعت فى هذا المأزق، السودان الشقيق، الذى نتمنى له كل الخير، ونتمنى ألا تطول معاناته، ولن يحدث ذلك إلا بوعى مجتمعى شامل، وعدم الوقوع فى فخ الخداع، والتدليس، من أى طرف.
أتمنى أن ينجح رئيس وزراء الليبى المكلف فى مهمته، وأن تعبر ليبيا هذا المأزق، لتنتهى معاناة الشعب هناك.