من إفريقيا إلى أوروبا

نشر بالأهرام الاثنين ٢١ فبراير

من إفريقيا إلى أوروبا

زيارة ناجحة، بكل المقاييس، تلك التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى بروكسل، الأسبوع الماضى، لحضور القمة الإفريقية - الأوروبية السادسة.

ما بين إفريقيا وأوروبا الكثير, حيث احتلت الدول الأوروبية دول القارة السمراء عقودا طويلة، وممتدة, وخلال تلك الفترة استنزفت القوى الاستعمارية موارد دول القارة, وسخرت تلك الموارد لخدمة أهدافها الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية.

بعد الاستعمار، كان من المفروض أن تعتذر الدول الأوروبية عن الحقبة الاستعمارية البغيضة, وتمد يد العون، والدعم، لدول القارة، إلا أن ذلك لم يحدث, وبدلا من ذلك ذهبت الدول الأوروبية إلى العداء السافر مع الدول التى كانت تستعمرها, وحاولت تعطيل مسيرة العمل، والإنجاز، بها إلى أقصى درجة ممكنة.

خير نموذج على ذلك مصر وبريطانيا، حيث احتلت الأخيرة مصر نحو 70 عاما, واستنزفت الموارد المصرية طوال تلك الفترة, وبعد الاستقلال ناصبت بريطانيا مصر العداء, واشتركت ضدها فى العدوان الثلاثى الشهير, وكانت هى وراء كارثة زرع الكيان الإسرائيلى فى المنطقة من خلال “وعد بلفور” الشهير, وظلت ترعى إسرائيل، وتساندها، على حساب الحقوق العربية حتى الآن.

أعتقد أن أوروبا مدينة لدول القارة الإفريقية بالكثير من الاعتذار المادى، والمعنوى .

صحيح تجاوزت دول القارة تلك «المعضلة»، وباتت إفريقيا فى وضع أفضل الآن, بل إنها أصبحت القارة «المدللة» التى تتسابق إلى ودها القوى العظمى فى العالم، بدءا من الصين، وروسيا، ومرورا بالولايات المتحدة الأمريكية، وانتهاء بأوروبا- لكن تظل هناك حاجة إلى وضوح الرؤية، وتصويب العلاقة، بين الطرفين.. وللحديث بقية.

Back to Top