حديث «الإسراء والمعراج»
نشر بالأهرام الاثنين ٢٨ فبراير
حديث «الإسراء والمعراج»
اليوم، يحتفل المسلمون فى بقاع العالم بذكرى «الإسراء والمعراج», تلك المعجزة الخالدة للنبى محمد- صلى الله عليه وسلم، حينما أراد الله أن يأخذ بيد رسوله، ويخفف من وطأة أحزانه بعد فقده زوجته السيدة خديجة بنت خويلد- رضى الله عنها، وعمه أبى طالب، اللذين كانا يؤازرانه, ويؤانسانه, ويناصرانه ضد المشركين فى مكة.
مات عمه أبوطالب, ثم توفيت زوجته السيدة خديجة فى العام نفسه, فكان هذا العام هو «عام الحزن» بالنسبة للنبى- صلى الله عليه وسلم.
ذهب سيدنا محمد- عليه الصلاة والسلام، وهو حزين إلى الطائف يعرض عليهم الإسلام، لتنتشر الدعوة من خلالهم، لكنهم طردوه, ورموه بالحجارة, وآذوه, فتوجه إلى الله شاكيا «... إلى من تكلنى», وجاءه جبريل- عليه السلام، ومعه ملك الجبال، وقال ملك الجبال «... لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين», لكن النبى صاحب الخلق الرفيع يرفض قائلا « لعل الله يخرج من ظهورهم من يقول لا إله إلا الله», فكانت رحلة «الإسراء والمعراج» تكريما له، وبشارة من الله على قرب انتصاره, وتحويل ضعفه إلى قوة, وانتشار الإسلام فى الطائف، وكل الجزيرة العربية، بسرعه مذهلة.
«الإسراء والمعراج» معجزة خالدة, وكانت نقطة فارقة فى الدعوة الإسلامية, وإيذانا بنصر الله لنبيه, وفيها انتقل النبى- صلى الله عليه وسلم، من المسجد الحرام فى مكة إلى المسجد الأقصى فى القدس, ثم انتقل فى رحلة سماوية ليصل إلى «سدرة المنتهى»، وهى أقصى مكان يمكن أن يصل إليه ملك أو بشر فى السماء, والتقى الأنبياء, وخلالها تم فرض «الصلاة» على المسلمين بشكلها الحالى.
معجزة «الإسراء والمعراج» جاءت بالتفصيل فى سورتى «الإسراء», و»النجم», حيث تحدثت سورة «الإسراء» عن رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, وتحدثت سورة «النجم» عن رحلة المعراج «ولقد رآه نزلة أخرى, عند سدرة المنتهى, عندها جنة المأوى, إذ يغشى السدرة ما يغشى, ما زاغ البصر وما طغى» صدق الله العظيم.. وللحديث بقية.