حديث «الإسراء والمعراج» (2)
نشر بالأهرام الثلاثاء 1 مارس
حديث «الإسراء والمعراج» (2)
بيان معجزة «الإسراء والمعراج» واضح فى سورتى «الإسراء» و«النجم»، ولا لبس فى ذلك, وليس معنى وجودهما فى سورتين مختلفتين أنهما حدثان مختلفان, فالقرآن الكريم وحدة واحدة، وآياته, وسوره تُكمل بعضها بعضا, وهناك أحداث كثيرة ورد ذكرها بالقرآن فى أكثر من سورة.
سيدنا عيسى- ورد ذكره فى القرآن فى أكثر من سورة, وكذلك سيدنا موسى.. وغيرهما من الرسل، والأحداث، دون أن يعنى ذلك أى دلالة على الاختلاف، والتعارض.
المشكلة أن هناك من يحاول قياس المعجزات الإلهية بالمقاييس البشرية, بعدم فهم وسطحية, وتلك هى «الخطيئة» الكبرى، التى يقع فيها هؤلاء، لأن معنى ذلك، ببساطة، نكران كل معجزات الأنبياء، والرسل، بدءا من سيدنا نوح، ومرورا بيونس، وإبراهيم.. وغيرهم، وانتهاء بموسى، وعيسى، ومحمد عليهم، جميعا، الصلاة والسلام.
هل يمكن تطبيق المقاييس البشرية على معجزة سيدنا نوح، حينما أرسل الله الطوفان ليُغرِق المشركين به، وينجو هو وأصحابه بقدرة الله سبحانه وتعالى؟.. وهل يمكن تطبيق المقاييس العقلية على معجزة سيدنا يونس، حينما لبث فى بطن الحوت، ثم قذفه الحوت سليما معافى؟.. والحال نفسها تنطبق على سيدنا إبراهيم حينما ألقوا به فى النار وأمر الله النار أن تكون بردا وسلاما عليه، وخرج منها دون أذى.
أما بالنسبة لسيدنا موسى، فقد قام بشق البحر بعصاه، لينجو هو وأصحابه، ويغرق فرعون، ومن معه، أما سيدنا عيسى، فقد كانت ولادته معجزة، وتعجبت السيدة مريم حينما أخبرها الوحى بذلك، لأنه لم يمسسها بشر، لكنها إرادة الله، ومعجزته، ثم كانت معجزات سيدنا عيسى حينما تحدث فى المهد.. والعديد من المعجزات الأخرى، فهل يمكن تطبيق مقاييس البشر على كل تلك المعجزات الإلهية؟
معجزة «الإسراء والمعراج» لا تختلف عن معجزات الرسل، والأنبياء السابقين، لأن المعجزة هى خرق لقوانين الطبيعة، والبشر، وهى تخضع لقدرة الله سبحانه وتعالى، بعيدا عن مقاييس العقل البشرى، ومنطقه.