الفـخ..!
نشر بالأهرام الأربعاء ٢مارس
الفـخ..!
أشعر بأن هناك فخا تم نصبه بعناية لاصطياد الدب الروسى، على غرار ما حدث فى العراق، وفى ثورات «الربيع العربى».
الممثل الكوميدى، رئيس أوكرانيا، (زيلينسكي) لعب دور البطولة، كأنه على خشبة المسرح، أو أمام كاميرات السينما، وراح يعوض فشله فى التمثيل السينمائى، والمسرحى، بالتمثيل على خشبة السياسة.
كان من الممكن تفادى تلك الكارثة بقدر من التعقل، والحكمة، من الجانبين الروسى، والأوكرانى.
لو نظرت أوكرانيا إلى مصلحتها فقط لاستطاعت أن تكون الفتى المدلل لأوروبا على طريقة سويسرا، وأن تعلن نفسها كبلد محايد بين كل الأطراف، وفى تلك الحالة كانت روسيا، وأوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية ستسعى إليها بكل أموالها، وإمكاناتها، كما حدث فى سويسرا.
نجحت سويسرا فى أن تكون بلدا محايدا، وتحولت إلى أكبر مركز مالى عالمى، وتحظى بتقدير دولى كبير على مختلف الأصعدة، ومن كل القوى الإقليمية، والعالمية.
لكن الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، تقمص الدور، كما يقولون، وبهرته الأضواء الصاخبة، حتى وقع الغزو الروسى، ولا أحد يعلم، على وجه اليقين، متى.. وكيف سينتهي؟!
فى كل الأحوال، تعرضت أوكرانيا لخسائر بالغة من الصعب تعويضها بسهولة، ويحتاج الأمر إلى عدة سنوات لتعود أوكرانيا كما كانت.
على الجانب الآخر، فقد تمادى الرئيس فلاديمير بوتين أكثر مما يجب، وبعد أن كان يؤكد عدم رغبة روسيا فى احتلال أوكرانيا، ووصفه تصريحات القادة الأوروبيين، والأمريكان بأنها «محض أكاذيب.. وهيستيريا ضد موسكو»، تحول الأمر إلى حقيقة، واجتاحت روسيا أوكرانيا.
كان من الممكن أن يقف الرئيس الروسى عند حدود إعلان دعمه الأقاليم الانفصالية فى أوكرانيا، كمنطقة عازلة بينه وبين كييف، لكنه وقع فى الفخ المنصوب له، ولروسيا، وانقض على أوكرانيا.
بدأت الضربات الموجعة الاقتصادية ضد روسيا، ودخلت أوروبا، وأمريكا على خط تسليح الجيش الأوكرانى، والموقف لايزال غاية فى التعقيد.
أتمنى ألا تفشل المفاوضات الروسية ــ الأوكرانية التى انطلقت أمس الأول (الاثنين)، لعلها تكون طوق النجاة للدولتين، والعالم.