كينيدى وخروتشوف..!
نشر بالأهرام الأربعاء 9 مارس
كينيدى وخروتشوف..!
أعجبنى مقال الكاتب الصحفى الأستاذ محمد سلماوى، أمس، فى «الأهرام»، عن الحكمة المفقودة فى الحرب الروسية - الأوكرانية، مؤكدًا أن غياب الحكمة يمكن أن يؤدى إلى كوارث لا تُحمد عقباها، مسترجعًا أزمة الصواريخ الكوبية عام ١٩٦٢، التى كادت أن تتحول إلى مواجهة شاملة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى.
فى تلك الأزمة حبس العالم أنفاسه لمدة ١٣ يوما كاملة، حيث كانت كوبا متحالفة مع الاتحاد السوفيتى، بعد فشل عملية «خليج الخنازير»، التى حاولت فيها أمريكا احتلال كوبا، وقام الاتحاد السوفيتى بنشر مواقع لإطلاق الصواريخ النووية، ردا على تلك العملية الفاشلة.
ظل العالم يقف على أطراف أصابعه حتى قام الزعيم السوفيتى الراحل نيكيتا خروتشوف بإذاعة رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكى جون كينيدى، أعلن خلالها موافقته على إزالة جميع الصواريخ من كوبا، وإعادتها إلى الاتحاد السوفيتى مرة أخرى.
العالم الآن يحتاج إلى حكمة الزعيمين نيكيتا خروتشوف وجون كينيدى لحلحلة الأزمة التى لاتزال تخيم على العالم بسبب الغزو الروسى لأوكرانيا.
والسؤال الآن هو: هل يعيد الرئيسان بايدن وبوتين ما فعله كينيدى وخروتشوف، ويتحاوران معا لإزالة التوتر الذى خيم على العالم الآن، وألحق ضررا بالغًا بجميع الأطراف، بدءا من أوكرانيا الضحية، مرورا بالجانبين الروسى والأمريكى، انتهاء بدول أوروبا والعالم كله؟!
الاقتصاد العالمى تضرر بشدة، والأزمة لاتزال تتفاقم كل يوم دون رابح منها، باستثناء الصين وإيران فقط لاغير.. فهل ينجح العقل أم يتغلب الجنون؟!