«سيدة من ذهب»
نشر بالأهرام الثلاثاء ١٥ مارس
«سيدة من ذهب»
أنيسة حسونة، التى رحلت عن عالمنا أمس الأول، تستحق أن يُطلق عليها لقب «سيدة من ذهب»!
لم ألتقِها شخصيا، وربما لم يتعدَ عدد المكالمات فيما بيننا مرة، أو مرتين، لكننى كنت، ومازلت، من المعجبين بشخصيتها، وعلمها، وقدرتها على العطاء، الذى لا يتوقف.
ارتبط اسمها، فى البداية، باسم الدكتور مجدى يعقوب فى مستشفى «القلب» بأسوان، وكانت «الدينامو» الذى لا يهدأ، وشديدة الدقة، والالتزام.
بعد ذلك اقترن اسمها بمستشفى «الناس»، ونجحت، فى فترة وجيزة، فى تحريك المياه الراكدة بالمستشفى، والدفع به إلى المكانة التى يستحقها.
لم تهدأ، ولم تمل من العطاء فى كل المجالات، حتى هاجمها مرض «السرطان» اللعين.
لم تقف مستسلمة، وحاربت بكل قوة، وظلت قوية، متماسكة، تعطى بسخاء، وبلا حدود، رغم كل ظروفها الصحية الصعبة، التى ظهرت عليها فى أثناء تكريمها من السيدة انتصار السيسى، سيدة مصر الأولى، فى يوم المرأة المصرية، خلال الأسبوع الماضى.
كانت لفتة إنسانية رائعة من السيدة الأولى تستحقها الدكتورة أنيسة حسونة، تلك السيدة، التى صبرت، وأصرت على عمل الخير حتى النهاية.
أعجبنى نعى السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، فى صفحتها على «فيسبوك» بعنوان «ارتاحى بقى يا أنيسة»، والذى شرحت فيه ما قامت به من جهد فى أثناء استقبال مستشفى «الناس» وفدا من شباب الدارسين بالخارج.
أنيسة حسونة سوف تظل أيقونة للعطاء، والخير، ونموذجا للسيدة المصرية، التى لا تتوقف عن العطاء حتى تموت.