نشر بالأهرام الأربعاء 30 مارس

عنف «المستوطنين»..!

أخيرا، اعترفت أمريكا بأن هناك عنفا يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين، وأنه من الضرورى وقف هذا العنف.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، فى أثناء زيارته الأراضى الفلسطينية، وإسرائيل، مؤكدا ضرورة الدفع باتجاه التسوية على أساس حل الدولتين، والامتناع عن توسيع المستوطنات، ومواجهة عنف المستوطنين.

من جانبه، فقد انتقد محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، ازدواجية المعايير الأمريكية، التى ظهرت بشكل صارخ فى الأحداث الحالية (الحرب الروسية ــ الأوكرانية)، وقال إنه ما من أحد يحاسب إسرائيل على جرائمها، وإن ما يحدث فى فلسطين لا يمكن السكوت عنه، والقانون الدولى لا يمكن أن يتجزأ.

المفروض فعلا أن القانون الدولى لا يتجزأ، وأن الموقف من الحرب الروسية ــ الأوكرانية لا يختلف عن الموقف فى الأراضى الفلسطينية.

أتمنى أن يكون الموقف الأمريكى الجديد موقفا ثابتا، ودائما، وغير مرتبط بالأزمة الروسية ــ الأوكرانية.

آن الأوان لتحريك عجلة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل حدود الأراضى المحتلة عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

لن يتحقق ذلك إلا بوقف العنف ضد الفلسطينيين، ووقف الاستيطان «السرطانى» الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية، وإنهاء كل أشكال طرد الفلسطينيين من منازلهم، مثلما يحدث فى حى «الشيخ جراح».. وغيره من المناطق.

لابد من ضغط أمريكى جاد على إسرائيل إذا كان هناك تغير حقيقى فى الموقف الأمريكى، والأيام المقبلة هى التى سوف توضح مدى صدق الموقف الأمريكى، أم أنه مجرد مناورة لتمرير الأزمة الروسية ــ الأوكرانية.