ليلة «الرؤية»
نشر بالأهرام الخميس ٣١ مارس
ليلة «الرؤية»
غدا «الجمعة» استطلاع «رؤية» هلال شهر رمضان المعظم.. كل عام أنتم بخير.
ليلة «الرؤية» لها ذكريات لا تُنسى فى الذاكرة الفردية، والجماعية، وقد تميزت مصر طوال تاريخها، منذ الفتح الإسلامى، عن سائر البلدان فى الاحتفاء بقدوم رمضان، حيث يتهلل الناس باقتراب موسم التقوى، والتسامح، والبهجة، واعتباره «كرنفالا» ممتدا من لحظة ثبوت رؤيته، وإعلان بدء الصيام، إلى آخر أيام العيد.
الزميل المتميز «أسامة الرحيمى» كتب تقريرا بديعا، أمس، فى الصفحة الثانية بـ«الأهرام»، رصد فيه «كرنفالية» استطلاع هلال رمضان عبر العصور المختلفة حتى العصر الحالى.
أتذكر، وأنا طفل صغير، كنا نستعد لسماع تفاصيل احتفالية «رؤية» هلال شهر رمضان من أذان المغرب حتى لحظة إعلان الرؤية، لننطلق بعدها فرحين، مهللين، ساهرين حتى توقيت السحور، ثم صلاة الفجر.
فى ليلة «الرؤية»، تقام الشوادر المختلفة بالشوارع، لبيع مستلزمات السحور، والمخللات، والعصائر، والكنافة، والقطايف.. وغيرها من المستلزمات الرمضانية.
تنتظر هذه الشوادر لحظة إعلان «الرؤية» ليدور العمل فيها بعد ذلك، ولا ينقطع إلا مع حلول «رؤية» هلال شهر شوال، وإعلان فرحة العيد.
أتذكر أنه فى الثمانينيات، وبعد إعلان عدم ثبوت «رؤية» الهلال، إلا أنه ومع اقتراب منتصف الليل أعلنت دار الإفتاء ثبوت «رؤية» الهلال، وبدء الصيام.
كنا فى الإجازات الصيفية، ومعى مجموعة من زملاء الدراسة نقرأ بعض الكتب، التى كنا نجتمع يوميا حولها، وسمعنا الخبر، وقمنا على الفور مسرعين لإيقاظ الأهل، والأقارب، وتحولت القرية الهادئة، النائمة، فى لحظة، إلى «كرنفال» رائع، وخلية عمل لا تهدأ حتى صلاة الفجر.. وكل عام أنتم بخير.