روائح رمضان
نشر بالأهرام الجمعة ١ أبريل
روائح رمضان
طبقا للحسابات الفلكية، يهل علينا الشهر الكريم غدا، إن شاء الله، إلا إذا كان لدار الإفتاء، ورؤية الهلال، رأى آخر.
أعتقد أن التقدم العلمى قد وصل لدرجة باتت معها نسبة الخطأ محدودة، ولا تكاد تُذكر، كما كان يحدث من قبل، خاصة فى ظل إجماع العالمين العربى، والإسلامى على الاعتماد على العلوم الفلكية بشكل أساسى، مع استطلاع الرؤية للتأكد، والتَثَبُتْ.
حضرت، فى سنوات سابقة، أياما من رمضان فى بعض الدول العربية، والإسلامية، لظروف العمل، وتأكدت أن طعم رمضان فى مصر «شكل تانى»، فلا يمكن أن تجد روح، وروائح رمضان المصرية فى أى دولة عربية، أو إسلامية.
موائد الرحمن، وعالم ما قبل أذان المغرب، ورمضان بعد العشاء.. كلها طقوس مصرية خالصة، وروائح ذات نكهة مصرية غير موجودة فى أى بقعة أخرى على وجه الأرض.
تبقى، فقط، حالة «الكسل»، التى تنتاب البعض فى أثناء رمضان، وتحويله إلى شهر إجازة مدفوعة الأجر، والقيام «بالتزويغ» من العمل، أو افتعال أى فرصة لتأجيل الأعمال إلى ما بعد العيد.
المشكلة عند هؤلاء أنهم يقومون، فور بدء الشهر الكريم، بتأجيل الأعمال إلى ما بعد العيد، مع أن الحكمة من الصيام هى الشعور بالمشقة، والقيام بأفضل الأعمال فى أثنائه.
رمضان شهر عظيم، وكريم، وعلينا، فقط، مطاردة العادات السيئة فيه، وأخطرها الكسل، وتعطيل الأعمال.. مع تعميق كل ما هو جميل فيه، وهى أشياء كثيرة يصعب حصرها من كثرتها، وتنوعها.