نشر بالأهرام الثلاثاء 5 أبريل

عودة موائد الرحمن

عطل فيروس «كورونا» موائد الرحمن لمدة عامين متتاليين؛ بسبب مخاطره، واحتمالية نقل العدوى فيه، والخوف من عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية.

الحمد لله، بعد الرفع الجزئى لقيود «كورونا» فى العالم كله، وفى مصر، عادت موائد الرحمن تزين شوارع مصر، وميادينها، طبقا للاشتراطات الصحية، والمحلية المنظمة لها، وبحسب القواعد التى وضعتها الجهات المعنية.

موائد الرحمن مظهر مصرى خالص يؤكد مدى التضامن الاجتماعى، والعطاء السخى، بغير حدود، لكل من نعرفه، ومن لا نعرفه.

موائد الرحمن لا تفرق بين قريب وغريب، فالكل مدعو على الإفطار، وهى وسيلة رائعة لتوفير الطعام للمحتاجين، وعابرى السبيل.

إلى جوار موائد الرحمن، يتزين الكثير من الشوارع المصرية بمجموعة رائعة من الشباب، والكبار المتطوعين، الذين يقدمون العصائر، والتمور، والمياه لراكبى السيارات فى أثناء أذان المغرب.

هؤلاء يتركون مساكنهم، ويأخذون معهم ما أفاء الله به عليهم من خيرات، تصل، أحيانا، إلى وجبات خفيفة معلبة، لتوزيعها فى الشوارع على المارة، وراكبى السيارات، الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم لحظة الإفطار.

هى مصر الجميلة، الرائعة، المتسامحة، بعيدا عن كل أشكال القبح النفسى، والأخلاقى، والتربوى، الذى يظهر فى بعض الأفلام، والمسلسلات، على اعتبار أنه حالة عامة، مع أنه حالة خاصة، وشاذة بعيدة كل البعد عن سلوكيات المجتمع المصرى القويمة.

يبقى، فقط، وسط فرحة عودة موائد الرحمن، وفتح المساجد، وإقامة صلاة التراويح - ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وعدم نسيان «كورونا».. وربنا يحفظنا، ويحفظ الشعب المصرى من كل الأوبئة، والأمراض.