فرنسا تهزم «العنصرية»
نشر بالأهرام الأربعاء ٢٧ أبريل
فرنسا تهزم «العنصرية»
كما هو متوقع، فاز إيمانويل ماكرون بولاية ثانية فى رئاسة فرنسا على منافسته مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، والتى كانت تحمل شعارات معادية للأجانب، والمهاجرين.
مارين لوبان هى ابنة جان مارى لوبان مؤسس اليمين المتطرف فى فرنسا، وهى المرة الثالثة التى تخوض فيها الانتخابات، وتفشل على التوالى، ووجودها فى الساحة، بعد والدها، أوجد مساحة أكبر لليمين المتطرف فى فرنسا، لدرجة أنه أصبح هناك من هو أكثر تطرفا منها.
الناخبون الفرنسيون لقنوا مارين لوبان، واليمين المتطرف، درسا قاسيا بوحدتهم خلف ماكرون، وفوزه فى الانتخابات، وحصوله على 58٫2% من الأصوات مقابل 41٫8% لمنافسته مارين لوبان.
رغم ذلك، فإن القراءة فى نتيجة الانتخابات تدعو للقلق، لأن الذين صوتوا لمصلحة اليمين المتطرف 41٫8%، وهى نسبة ليست قليلة، أو هينة، فهى أقل من النصف بقليل، وأكثر من الثلث، وهو ما يعتبر مؤشرا خطيرا فى الانتخابات المقبلة، فى ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية، وعودة حالة الاستقطاب إلى السياسة الدولية.. وكلها عوامل تؤدى إلى خلقْ مساحات إضافية لليمين المتطرف، وتساعده فى كسب أرض جديدة.
رغم الهزائم الثلاث المتوالية، أعتقد أن مارين لوبان لن تهدأ، وسوف تخوض الانتخابات الفرنسية المقبلة بعد خمس سنوات، إذا ظلت على قيد الحياة، وربما تكون هزيمتها أسهل فى حالة وجود وجه جديد جذاب يمكنه «تجميع» الفرنسيين حوله والعكس صحيح فقد تتمكن من الفوز إذا استمرت الإخفاقات الاقتصادية وازدادت الانقسامات الداخلية.
أعتقد أن وجود ماكرون على رأس السلطة، فى الفترة المقبلة، أفضل للتنوع الثقافى، والسياسى، والدينى فى فرنسا، ويحافظ على الوحدة الأوروبية، فى ظل المخاطر التى تجابهها، خاصة بعد الأزمة الروسية- الأوكرانية، والمخاوف التى تدور بشأنها حتى الآن.