تحديات المياه والغذاء
نشر بالأهرام الجمعة ٦ مايو
تحديات المياه والغذاء
قرأت كتاب «تحديات المياه وإنتاج الغذاء فى مصر.. والسدود الإثيوبية.. ونهر الكونغو» للدكتور نادر نور الدين، وهو كتاب شديد الأهمية يشرح أهمية التوسع فى الإنتاج الزراعى، والعمل على إيجاد مصادر مائية متنوعة من أجل تحقيق هذا الهدف.
الزراعة مجال مرتبط بالمياه وجودا وعدما، فلا فائدة من امتلاك أراضٍ قابلة للزراعة دون وجود المياه اللازمة لزراعتها، ثم تأتى بعد ذلك الطاقة بشقيها: الكهرباء والمحروقات، والتى تمثل نحو ٣٣% من إجمالى تكاليف الإنتاج الزراعى، وتمثل أسعارها عنصرا مهما فى تحديد أسعار المنتج الزراعى، سواء كان غذائيا، أو خامات لازمة للصناعة، أو أعلافًا، أو نباتات طبية، وعطرية، وصيدلانية.
يلقى الكتاب الضوء على مشكلات مهنة الزراعة، وضرورة الاهتمام بالعاملين فى هذا القطاع، لأن الزراعة لم تعد مهنة مربحة، ولابد من عودتها كمهنة مربحة للحفاظ على الأراضى الزراعية، والحفاظ على بقاء المهنة، وتوارثها.
على الجانب الآخر، فقد تطرق الكتاب إلى أزمة المياه وحقوق مصر التاريخية فى مياه النيل، وفند الدعاوى الإثيوبية الكاذبة التى تريد الاستحواذ على مياه النيل، رغم أن ما يجرى بين ضفتى النهر لا يمثل إلا 4.7% من إجمالى إيراداته فى مقابل استحواذ إثيوبيا على 95.3% من الإيرادات.
أشار الكتاب إلى الحقوق التاريخية لمصر المدعمة بالاتفاقيات والبروتوكولات، بدءا من بروتوكول روما عام ١٨٩١ ومرورا بمعاهدة ١٨٩٤، الموقعة بين بريطانيا والكونغو، وتعديلاتها عام ١٩٠٦، وانتهاء باتفاقية ١٩٢٥، والتى حددت حصة مصر من المياه بنحو 48.5 مليار متر مكعب سنويا.
تطرق الكتاب، أيضا، إلى فكرة توصيل نهر الكونغو بنهر النيل، وطالب المؤلف الدكتور نادر نور الدين بإعادة دراستها من جديد.
دراسة الفكرة لا تعنى التنازل عن قطرة مياه واحدة من حصتنا الحالية، لكنها تتيح فرصة أكبر للتوسع الزراعى، ومضاعفة مساحة الأراضى الزراعية.