منتهى «الوقاحة»!
نشر بالأهرام الاثنين ١٦ مايو
منتهى «الوقاحة»!
ما حدث فى جنازة الزميلة شيرين أبوعاقلة من قوات الاحتلال الإسرائيلى لا يمكن وصفه إلا بأنه مشهد فى منتهى «الوقاحة».
احترام الجنازات تقليد فى الشرق، والغرب، وكل الديانات، وكل الأعراف، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلى يؤكد، دائما، خروجه على كل القواعد، والأعراف، والتقاليد.
اعتدت شرطة الاحتلال على موكب تشييع الجنازة أمام المستشفى الفرنسى بالقدس المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع، والرصاص المطاطى، وقامت بالاعتداء بالهراوات على المشيعين بمنتهى العنف.
ضربت السيدات، والرجال وهم يحملون الجثمان حتى كاد يسقط على الأرض، وأجبرت المشيعين على إدخال الجثمان داخل مركبة نقل الموتى، ومنعتهم من اللحاق بموكب الجنازة.
تعاملت بهمجية مع الأفراد القلائل داخل سيارة نقل الموتى، واعتقلت المئات من المشيعين، وأصابت العشرات فى مشهد يلصق العار بالكيان الإسرائيلى، ويفضح قوات الاحتلال أمام المجتمع الدولى، وأمام كل العقلاء حتى داخل المجتمع الإسرائيلى نفسه.
المشهد استفز كل دول العالم، وخرجت كل الأصوات تندد بوحشية، وفظاعة جنود الاحتلال.
ما حدث فى جريمة قتل شيرين أبوعاقلة، والتضييق على جنازتها يؤكد عدوانية الاحتلال الإسرائيلى تجاه كل ما هو فلسطينى (مسلما أو مسيحيا)، ويؤكد ، كذلك، وحدة الصف الفلسطينى تجاه الاحتلال الإسرائيلى، والدفاع عن المقدسات الفلسطينية (مساجد أو كنائس)، وفى كل الأحوال يجب ألا تمر جريمة قتل شيرين أبوعاقلة دون محاسبة النظام الإسرائيلى، الذى يؤكد كل يوم أنه نظام عنصرى بغيض، وأنه آخر معاقل العنصرية فى العالم الآن.