صلاح منتصر «2»
نشر بالاهرام الأربعاء 18 مايو
صلاح منتصر «2»
كان عمود الأستاذ صلاح منتصر مختلفا عن بقية الأعمدة الصحفية الأخرى، فهو كاتب سياسى رائع، وكاتب اجتماعى متميز، ولديه حاسة فنية ملموسة، ويكتب فى الرياضة كأفضل النقاد الرياضيين.
نجح صلاح منتصر فى سد فراغ عمود الكاتب الكبير أنيس منصور بكتاباته الإنسانية، والسياسية، والاجتماعية المنوعة، وأصر على الكتابة وهو مريض، لأنه من جيل الكتاب العظام الذى لا يعرف «الكسل»، و»الملل»، ويجد المتعة كلها فى الكتابة، ونشر الفكر، والوعى.
تحدثت إليه أكثر من مرة لكى أطمئن عليه، لكنه فى المرة الأخيرة رد بصوت واهن، وضعيف.
قلت له: لم أعتد منك ذلك يا أستاذ صلاح.
رد بابتسامة ضعيفة قائلا: هاتعدى.. لا تقلق.
قلت له: نحن فى انتظارك لكى تحتفى «الأهرام» بقدومك.
بعدها دخل الرعاية المركزة مع دخول عيد الفطر حتى وافته المنية ظهر الأحد الماضى.
ولأن العظماء لا يموتون فكان قرار خروج جثمانه من بهو «الأهرام» الرئيسى فى لمسة يستحقها كرمز من رموز الصحافة، والثقافة، والتنوير.
وفاة صلاح منتصر خسارة كبيرة للصحافة المصرية، والعربية، لكن مسيرة صلاح منتصر سوف تظل نبراسا لكل أبناء المهنة الحقيقيين السائرين على نهج هذا الجيل من العمالقة الذين أضاءوا لنا طريق صاحبة الجلالة المملوء بالأشواك والورد.
رحم الله صلاح منتصر، وخالص العزاء لأفراد أسرته، ولكل القراء الأعزاء.