البنادق فى ليبيا
نشر بالأهرام الخميس 19 مايو 2022
البنادق فى ليبيا
اضطرت حكومة الاستقرار، التى يرأسها فتحى باشاغا، لمغادرة العاصمة الليبية طرابلس، بعد عدة ساعات من دخولها، إثر وقوع اشتباكات مسلحة مع قوات حكومة الوفاق، التى يرأسها عبدالحميد الدبيبة.
شىء مؤسف ما يحدث فى ليبيا الآن، خاصة فيما يتعلق بوجود حكومتين تتنازعان السلطة، فى وقت ينتظر فيه الشعب الليبى انتهاء المحادثات الدائرة الآن بشأن المسار الدستورى، وتهيئة الأجواء لبدء دوران عجلة الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية، والرئاسية، والدستورية.
الخارجية المصرية تابعت التطورات بقلق بالغ، وحثت الأطراف الليبية على ضبط النفس، وطالبت بضرورة الحفاظ على الهدوء من أجل الحفاظ على الأرواح، والممتلكات، ومقدرات الشعب الليبى.
الوضع فى ليبيا يعتبر مسألة أمن قومى لمصر، ومن هنا يأتى اهتمام القاهرة بكل ما يحدث على الأراضى الليبية، ورعاية الدولة المصرية للحوار بين جميع الأطراف بشأن المسار الدستورى، الذى يعقد جلساته فى القاهرة تحت مظلة الأمم المتحدة.
على الأطراف الليبية ضرورة إعلاء المصلحة العليا للشعب الليبى على كل المصالح الضيقة، والحسابات التى تحركها الميليشيات، والدول الأجنبية التى ترعاها.
الشعب الليبى يعانى منذ ١١ عاما حتى الآن، وثرواته النفطية مهدرة على الميليشيات المسلحة، والحل هو ضرورة الاتفاق على المسار الدستورى، وسرعة بدء الاستحقاقات الانتخابية ليختار الشعب الليبى من يريده.
ما حدث من تبادل لإطلاق النار، واندلاع حرب شوارع شىء يدعو للقلق، ويعزز المخاوف بشأن المستقبل فى ليبيا، وقد يؤدى إلى تأخير إجراء الانتخابات، لكى يظل الشعب الليبى غارقا فى الانقسامات، والخلافات، ودوامة العنف اللانهائية.