برلمان لبنان «المفكك»
نشر بالأهرام الجمعة 20 مايو
برلمان لبنان «المفكك»
إحباط الشعب اللبنانى ظهر بوضوح فى الانتخابات، وانعكس على طريقة اختيار نواب البرلمان اللبنانى الجديد.
البرلمان اللبنانى افتقد أكثرية حاسمة من التكتلات النيابية بعد أن نجح العديد من النواب المستقلين (أكثر من 25 نائبا)، وعدد آخر من نواب الأحزاب الصغيرة، مما زاد من صعوبة تشكيل حكومة مستقرة، وقد ينعكس ذلك على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
لبنان يعيش فى مأزق حقيقى لم يشهده من قبل، والأزمة الاقتصادية تعتصر كل أبناء الشعب هناك بعد أن غرق ٨٥% من أبناء الشعب اللبنانى تحت خط الفقر.
انهارت أسعار الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها، واختفت معظم السلع الأساسية، وبعد أن كان لبنان «واحة» المنطقة تحول إلى مأساة حقيقية تبحث عن مخرج.
الانتخابات أظهرت مدى رغبة اللبنانيين فى التغيير، ورفضهم الكتل التقليدية، التى ظلت مسيطرة عقودا طويلة على المشهد اللبنانى، لكن نظام «المحاصصة» وقف مانعا صلبا لإحداث تغيير شامل، وحقيقى.
الكتل الرئيسية، خاصة حزب الله، وحركة أمل، احتفظت بمعظم نوابها، أما التغيير فقد جاء فى الكتل المتحالفة، خاصة الموارنة، والمسيحيين، والسنة، الأمر الذى يستلزم معه إعادة التفكير فى التحالفات مرة أخرى لضمان الأغلبية البرلمانية.
المهم الآن أن يعيد الساسة اللبنانيون قراءة المشهد على ضوء النتائج الأخيرة، وألا «يتمترسوا» خلف رؤاهم السابقة، من أجل سرعة الخروج من المأزق الحالى، وترجمة كل ذلك فى اختيار رئيس حكومة جديد، ورئيس جديد للبنان بأقصى سرعة ممكنة، لتعويض ما فات، وإنهاء معاناة الشعب هناك.