100 عام علاقات

نشر بالأهرام الثلاثاء 31 مايو

100 عام علاقات

العلاقات المصرية - البولندية تمتد عبر 100 عام من الزمان، وهى علاقات قوية، وراسخة، لكنها كانت تفتقر إلى التفعيل خلال الفترة الماضية.

بالأمس كانت زيارة الرئيس البولندى لمصر، فى أول زيارة رسمية له إلى القاهرة، كما أنها أول زيارة لرئيس بولندى منذ أكثر من 30 عاما، حيث كانت آخر زيارة هى للرئيس البولندى الراحل ليخ فاونسا، وكانت آخر زيارة لرئيس مصرى إلى بولندا هى للرئيس الراحل حسنى مبارك.

الرئيس عبد الفتاح السيسى رحب بالرئيس البولندى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الرئيسان أمس فى الاتحادية، وتطرقت المباحثات إلى كيفية تعميق العلاقات بين الشعبين الصديقين فى كل المجالات.

أعتقد أن الفائدة المباشرة للقاء أمس ظهرت بسرعة فى عودة الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة والعاصمة البولندية وارسو، حيث قررت شركة الطيران البولندية تسيير خمس رحلات أسبوعيا إلى القاهرة.

إعادة الرحلات المباشرة بين مصر وبولندا خطوة مهمة لدعم العلاقات الاقتصادية، والسياحية، لأن بولندا هى خامس دولة مصدرة للسياحة إلى مصر، ومن المتوقع ازدياد أعداد السائحين من بولندا خلال المرحلة المقبلة فى ظل عودة رحلات الطيران المباشرة.

اللقاء شهد العديد من توقيع الاتفاقيات فى المجالات الاقتصادية، والزراعية، والشبابية، والتعاون الأكاديمى، والدبلوماسى.

بولندا تلعب دورا مهمًا الآن فى الاتحاد الأوروبى، وحدودها مع أوكرانيا تستقبل أعدادا هائلة من الأوكرانيين الفارين من الحرب، حيث عبر أكثر من 3.5 مليون مواطن أوكرانى الحدود، بينما استقر فيها ٢ مليون لاجئ أوكرانى.

مصر هى الأخرى تعانى من مشكلة اللاجئين، حيث يعيش بها أكثر من 6 ملايين لاجئ نتيجة الأحداث العاصفة التى مرت بالمنطقة أخيراً، وبالتالى فهى تقف حائط صد ضد مزيد من الهجرة غير الشرعية للزحف على أوروبا.

مصر وبولندا تستطيعان القيام بدور مشترك، ومهم على الساحة الدولية من أجل إحلال السلام فى المناطق الساخنة من العالم، سواء فى الأزمة الروسية- الأوكرانية، أو فى أزمات منطقتىّ الشرق الأوسط، وإفريقيا.

أعتقد أن المرحلة المقبلة سوف تشهد إعادة الحيوية إلى العلاقات المصرية- البولندية فى جميع المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للدولتين على مختلف الأصعدة.

Back to Top