بين قمتين
نشر بالأهرام الثلاثاء 21 يونيو
بين قمتين
يوم الجمعة الماضى شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أعمال قمتين غاية فى الأهمية، الأولى منتدى سان بطرسبرج برئاسة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والثانية قمة منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة، وتغير المناخ برعاية الرئيس الأمريكى جو بايدن .
كمراقب، ومتابع، لفت انتباهى نجاح مصر فى أن تحتفظ بخطها المستقل، بعيدا عن التجاذبات، والاستقطابات الحادة، التى تشهدها الساحة الدولية الآن.
منذ 8 سنوات، نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى رسم سياسة خارجية جديدة للدولة المصرية، قوامها الرئيسى الاستقلالية، وإقامة علاقات متوازنة مع جميع القوى الدولية، بدءا من الولايات المتحدة، ومرورا بالاتحاد الروسى، والصين، والاتحاد الأوروبى، وانتهاء بكل الدول الفاعلة، والمنظمات الإقليمية ذات الصلة.
ظلت مصر عقودا طويلة ذات اتجاه أحادى واحد، حيث استمرت ما يقرب من 3 عقود تتجه شرقا نحو الكتلة الشرقية فى الخمسينيات، والستينيات، ومنتصف السبعينيات، ثم اتجهت بحدة بعد ذلك غربا نحو الكتلة الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد على 4 عقود.
الآن، مصر نجحت فى بناء علاقات شراكة إستراتيجية مع القوى الدولية، والإقليمية المؤثرة، بتوازن، وبما يحقق المصالح العليا للدولة المصرية، كدولة محورية مؤثرة فى القضايا الإفريقية، والعربية.
الدولة المصرية تدير ملف العلاقات الخارجية الآن فى إطار من التوازن، والحكمة، وبما يؤدى، فى النهاية، إلى خدمة أهداف التنمية الاقتصادية، ويضمن، فى الوقت ذاته، تحقيق أهداف السياسة الخارجية المصرية فى حفظ الأمن، والسلم الإقليمى، والعالمى، وتحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط، طبقا لقرارات الشرعية الدولية، ومجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة.