«النقيب».. المحترم
نشر بالأهرام الاثنين ٤ يوليو
«النقيب».. المحترم
لا تربطنى علاقة شخصية بالفنان هانى شاكر، لكننى أعرفه فنانا رائعا، ونقيبا للمهن الموسيقية.
مشكلة هانى شاكر أنه «نقيب» فى ظروف صعبة يمر بها الوسط الموسيقى، والفنى بشكل عام.
الضغوط كثيرة، خاصة من «مقاطيع» السوشيال ميديا، الذين لا هم لهم سوى التطاول، والبذاءات.
ليس معنى ذلك أن السوشيال ميديا كلها شر، بالعكس هناك فوائد كثيرة لها، وكل شخص بحسب استخدامه، وطريقة تفكيره، وتعامله معها.
هانى شاكر من رواد فن الزمن الجميل، وكانت المقارنة فى زمن الفن الجميل محصورة بينه وبين نجم النجوم عبدالحليم حافظ، أما الآن فقد بلغ الانحدار مداه، وأصبحنا نسمع عن شاكوش، وحديدة، ووزة، وكزبرة، وحاحا، و شواحة.
هانى شاكر قدم استقالته كنقيب للمهن الموسيقية بعد أن شعر بأن العمل العام جعله لقمة سائغة لتطاول الأقزام عليه، وأنه قرر شراء «صحته»، والابتعاد عن ذلك المستنقع.
أختلف مع هانى شاكر فى قراره، وأتمنى أن يعيد النظر فيه من منطلق حرصه على الارتقاء بالفن، ومحاربة الطفيليات أيا كانت نتائج ذلك.
هناك فنانون رائعون يَصعب حصرهم فى مصر، والعالم العربى، وأخشى أن أذكر بعضهم وأنسى البعض الآخر، وحفلات هؤلاء تكون كاملة العدد باستمرار.
هؤلاء هم درع هانى شاكر.. وغيره، ممن يحملون راية الإصلاح، مهما يكلفهم ذلك من معاناة، وتبعات.
الهرب ليس حلا، وإنما الإصلاح، حتى لو كان بطيئا، أفضل من ترك الساحة للعملة الرديئة وتمكينها من طرد العملة الجيدة.