المكالمة الموعودة
نشر بالأهرام الثلاثاء 12 يوليو
المكالمة الموعودة
بعد استقالة نفتالى بينيت، رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية السابق، وتولى يائير لابيد رئاسة الوزراء بشكل مؤقت؛ لحين إجراء الانتخابات الإسرائيلية المبكرة التى وافق الكنيست عليها، قام رئيس الوزراء الإسرائيلى المكلف بتسيير الأعمال (يائير لابيد) بالاتصال بالرئيس الفلسطينى محمود عباس.
الاتصال جاء بمبادرة من رئيس الوزراء الإسرائيلى، كما جرت محادثة أخرى من الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج بالرئيس الفلسطينى؛ فى محاولة إسرائيلية «مكشوفة» لتمرير زيارة الرئيس الأمريكى بايدن للمنطقة بهدوء، وعلى طريقة «الخداع الإستراتيجى» الإسرائيلى المعتاد.
المكالمتان هدفهما النشر فى الصحافة، والإعلام بأن العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية ليست فى أزمة خطيرة.
آخر مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الفلسطينى كانت فى عام ٢٠١٧، أى منذ خمس سنوات، وتمت بعد أحداث أمنية ساخنة، ولم تتطرق إلى الجانب السياسى، واستمرت حكومة بينيت على خُطى نيتانياهو، حتى قام رئيس الوزراء المكلف (لابيد) بإجراء المحادثة الأخيرة.
من الصعب الحكم على رؤية يائير لابيد بشأن موقفه السياسى من أزمة الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، وحل الدولتين، من خلال مكالمة هاتفية واحدة، أو حتى اجتماع مباشر، أو عدة اجتماعات.
هناك مواقف لابد من حسمها، وأهمها، على الإطلاق، رؤية حل الدولتين، وتمهيدا لذلك لابد من وقف الاستيطان السرطانى، ووقف الاعتقالات، والاغتيالات، ودون ذلك سوف تظل القضية الفلسطينية تدور فى حلقة مفرغة من العنف، والتمييز العنصرى الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، سواء كانت هناك مكالمات هاتفية، أو مقابلات أم لا.