ثورة المخدرات..!

نشر بالأهرام الجمعة 15 يوليو
ثورة المخدرات..!
فى «تقرير» مهم نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» فى صدر صفحتها الأولى يوم الثلاثاء الماضى عن مشاهد فى شوارع دمشق، وحدائقها تشير إلى تنامى ظاهرة تعاطى المخدرات فى سوريا، وتحولها من معبر للمخدرات إلى بؤرة للتعاطى والإدمان.

رصدت الصحيفة العديد من الأشخاص على أرصفة الشوارع، وفى الحدائق، يتعاطون المخدرات، وتبدو على ملامحهم مظاهر الفتور، والخمول، والهذيان، بعدما كانت رؤية مثل هذه المشاهد نادرة قبل عام 2011.

شىء محزن أن تكون نتائج ثورة قامت لأجل حياة أفضل بمثل هذه النهاية المأساوية، وأن تتحول إلى ثورة لنشر تجارة المخدرات، وتعاطيها، وإدمانها.

لم يصدمنِى هذا التقرير، لأن ما يحدث فى سوريا تطور طبيعى لحالة الفوضى، والانفلات الأمنى، وغياب سلطات الدولة طوال أكثر من 10 سنوات كاملة .

ليت الأمر توقف عند شيوع تجارة، وتعاطى، وإدمان المخدرات فقط، لكن سوريا وقعت فى قبضة الميليشيات المسلحة، وتعددية السلطات، فهناك جزء يقع تحت سيطرة الدولة السورية، وآخر تحت سيطرة الميليشيات الموالية لتركيا، وثالث يقع تحت سيطرة قوات المعارضة.

هكذا وقعت سوريا فى قبضة الفوضى، وتعددية السلطات، ودفع الشعب السورى الثمن الباهظ فى شكل الملايين الذين فروا خارج البلاد، والملايين الأخرى التى تدفع الثمن غاليا كل يوم فى معسكرات الإيواء، انتظارا للمساعدات الإنسانية التى قد تصل أو لا تصل.

للأسف الشديد نتائج كارثية حلت على المنطقة بعد موجة الثورات التى اندلعت منذ أكثر من عشر سنوات، ولاتزال بعض الدول غارقا فى آثارها السلبية المدمرة، وبعد أن كانت سوريا مصدرا ملهما للجمال، والإبداع تحولت إلى دويلات «مفتتة»، ووكر لتجارة وتعاطى المخدرات.

قلبى مع الشعب السورى الشقيق، وأتمنى من الله فى هذه الأيام المباركة أن تعود سوريا لأفضل مما كانت عليه، وينعم أهلها بالأمن، والأمان، والسلام.

Back to Top