نشر بالأهرام الثلاثاء ١٩ يوليو

الحرائق تلتهم أوروبا

تعيش أوروبا الآن على وقع موجة هائلة من الحرائق فى العديد من الدول بها.

الحرائق منتشرة فى دول جنوب غرب أوروبا (اليونان- البرتغال - فرنسا - إسبانيا)، حيث نشبت الحرائق هناك بعد أن شهدت تلك الدول ارتفاعا قياسيا فى درجات الحرارة، مما أدى إلى اشتعال الحرائق فى الكثير من الغابات بها، وامتدت إلى بعض المناطق السكنية الملاصقة لها.

واضح أن الاحتباس الحرارى لم يعد كلاما، وتحول إلى أفعال، وخسائر على أرض الواقع فى كل قارات العالم بعد أن امتدت موجات الجفاف إلى الكثير من الدول، وارتفعت درجات الحرارة إلى أرقام قياسية غير معهودة.

أرقام الضحايا ضخمة فى الخسائر البشرية، حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من ٢٠٠ قتيل فى إسبانيا، والبرتغال، وتم إجلاء آلاف الأسر فى الدول المنكوبة، كما دمرت الحرائق مساحات هائلة من الغابات، والحدائق، والمزارع.

المشكلة الآن تكمن فى «الانتكاسة» التى حدثت بعد وقوع الحرب الروسية - الأوكرانية، واتجاه بعض الدول مرة أخرى إلى استخدام الوقود الأحفورى كمصدر من مصادر تشغيل محطات الطاقة بديلا للغاز.

الموضوع لا يحتمل التأجيل، ومن هنا جاءت أهمية الجلسة رفيعة المستوى لحوار «بطرسبرج للمناخ»، التى حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس فى ألمانيا، وألقى كلمة بها أكد فيها أهمية التشاور، والتنسيق بين الدول لحل أزمة تغير المناخ.

مصر تستضيف القمة « ٢٧» للمناخ، وهى القمة الأهم فى هذا المجال، لأنها قمة إنقاذ العالم؛ إذا كانت الدول جادة فى هذا المجال.

قمة شرم الشيخ هى قمة الفرصة الأخيرة التى يجب أن يقتنصها العالم، ومصر تضع كل إمكاناتها من أجل نجاح القمة، والتوصل إلى رؤية عالمية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، قبل أن تتفاقم الأزمة، وتخرج عن السيطرة.