انفراج أزمتى الغذاء والطاقة

نشر بالأهرام الاثنين ٢٥ يوليو
انفراج أزمتى الغذاء والطاقة
بغض النظر عن حادث قصف ميناء «أوديسا» أمس الأول فإن هناك بارقة أمل ترفرف على الأسواق العالمية الآن بعد التوصل إلى اتفاق روسى - أوكرانى، برعاية الأمم المتحدة وتركيا؛ لحل أزمة صادرات الحبوب بين الدولتين.

الاتفاق تم توقيعه يوم الجمعة الماضى فى تركيا، ويهدف إلى السماح بتصدير الحبوب، الأوكرانية العالقة فى الموانى عبر البحر الأسود، مقابل تخفيف القيود على صادرات الحبوب، والأسمدة الروسية لمدة 4 أشهر قابلة للتمديد لمدد أخرى.

منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) رجحت تراجع أسعار القمح عالميا بنسبة لا تقل عن 33% خلال الفترة المقبلة، مما يشكل انفراجة فى أزمة الغذاء العالمية التى اشتعلت نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب خلال الفترة الماضية، بعد اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية.

أعتقد أن الاتفاق الروسى- الأوكرانى يمكن أن يكون البداية للتوصل إلى هدنة مؤقتة للأزمة بينهما، تتضمن وقف القتال مؤقتا لحين التوصل إلى اتفاق.

«الوقف المؤقت للقتال» يمكن التوصل إليه بقدر من المرونة من الطرفين، لأن التوصل إلى «حل نهائى» للأزمة يستلزم سنوات طويلة، ولن يتحقق بين عشية وضحاها، سلما أو حربا.

لابد أن تعمل الأمم المتحدة، والدول ذات المصداقية بين الأطراف المتنازعة على طرح فكرة «الوقف المؤقت للقتال» بالتوازى مع البدء فى مفاوضات «الوضع النهائى».

روسيا الآن مهيأة للوقف المؤقت للحرب، لكن الغرب وأمريكا يريدان إذلالها، وتحويل أوكرانيا إلى أفغانستان جديدة لاستنزاف روسيا اقتصاديا، وعسكريا، وسياسيا.

أتمنى أن تطرح الأمم المتحدة مبادرة على الأطراف المتنازعة لـ «وقف مؤقت» للحرب، أو على الأقل التوصل إلى اتفاق خاص بالطاقة، على غرار اتفاق الحبوب، لحل أزمة الطاقة المتفاقمة عالميا، خاصة فى أوروبا التى ترتعد رعبا من الشتاء المقبل.

Back to Top