ما بين مكة والمدينة
نشر الاهرام الجمعة 29 يوليو
ما بين مكة والمدينة
نحتفل غدا بذكرى هجرة النبى محمد ــ صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، والتى كانت علامة فارقة فى تاريخ الإسلام والمسلمين.
قرار الهجرة لم يكن «هيِّنًا» على النبى ــ عليه الصلاة والسلام، لأن مكة أحب البلاد إلى قلبه، وخرج منها مضطرا لنشر الدعوة، وامتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى.
فى أول زيارة لى إلى مكة والمدينة عام ٢٠١١، كنت أعتقد بقرب المسافة بينهما، وأنها لا تزيد على بضعة كيلو مترات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، أو الاثنتين على الأكثر، إلا أننى اكتشفت هناك أن المسافة تبلغ نحو ٤١٠ كيلو مترات، أى ضعف المسافة بين القاهرة والإسكندرية.
410 كيلومترات قطعها الرسول ــ صلى الله عليه وسلم، وصاحبه أبوبكر الصديق فى 8 أيام، بدأت من اليوم الأول من ربيع الأول من العام الأول للهجرة إلى اليوم الثامن من الشهر ذاته، حتى وصل إلى منطقة «قباء» التى يقع بها مسجد قباء.
مسجد قباء أول مسجد بُنى فى الإسلام، وهو أكبر مساجد المدينة بعد المسجد النبوى، ويقع إلى الجنوب من المدينة المنورة، وله فضل عظيم فى الإسلام، وورد عن النبى: «من تطهر فى بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه كان له كأجر عمرة».
لم تكن الهجرة سهلة، وميسورة، فقد كانت محفوفة بـ «المخاطر»، و«المكائد»، لكن نصر الله أقرب، وأعظم للنبى محمد، ورسالته.
لم تكن هناك طرق مرصوفة، أو سيارات حديثة، أو قطارات سريعة، أو طائرات، لكنها «الدابة» وفقط، وكان يتناوب الركوب عليها النبى، وصاحبه أبوبكر وسط الصحراء، والجبال القاحلة.
معاناة صعبة انتهت بنصر الله، لكنها رسالة خالدة إلى البشرية كافة، والمسلمين خاصة، أن الإيمان، والعمل الدءوب، والتخطيط الجيد علامات مهمة على النجاح، والنصر الأكيد.
كل عام مصر، والشعوب العربية، والإسلامية، والعالم أجمع بخير، وسلام.