سيدة ليبيا «الحديدية»
نشر بالأهرام الأربعاء 3 أغسطس
سيدة ليبيا «الحديدية»
غادرت الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة «ستيفانى وليامز» موقعها كمستشارة للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا.
ستيفانى وليامز بذلت جهودا ضخمة للم شمل الفرقاء فى ليبيا، وحققت نجاحات ملموسة لم يستطع الكثير من رجال الأمم المتحدة الذين سبقوها تحقيقها.
ستيفانى وليامز غادرت منصبها وهى ليست سعيدة؛ بسبب تأخر خطوات بدء إطلاق «خريطة الطريق» السياسية لإنهاء الأزمة الليبية التى مر عليها الآن ما يقرب من ١١ عاما.
فى آخر تصريحاتها أكدت أنها «حذرت جميع الفرقاء من إلغاء الانتخابات فى نهاية العام الماضى»، وأوضحت أن الطبقة السياسية الليبية تلعب لعبة «الكراسى الموسيقية»، وأنها تقوم بتوزيع «الكعكة» الليبية على أفرادها، واتهمت بعض السياسيين الليبيين بمحاولة اختطاف المستقبل السياسى فى ليبيا بعيدا عن مصلحة الشعب الليبى فى إطار من الانتهازية السياسية.
تصريحات مهمة من السيدة «الحديدية ستيفانى وليامز، التى حاولت التوصل إلى اتفاق نهائى لإطلاق «خريطة الطريق» الليبية، لكنها فشلت، مثل سابقيها، رغم النجاحات المحدودة فى هذا المجال.
المؤكد أن المستشارة الدولية سوف تترك فراغا حتى يجد من يشغله، غير أننى أعتقد أن مشكلة ليبيا لن يحلها إلا أبناء الشعب الليبى، وأن الأزمة فى ليبيا تحتاج إلى تكاتف أبناء الشعب الليبى الذى خرج مؤخرا ساخطا نتيجة تردى الأوضاع الاقتصادية، وانقطاع الكهرباء، وانهيار مستوى الخدمات.
كفى صراعا، وانتهازية، وتحكم المصالح الشخصية، فالمركب «متهالك» يحتاج إلى الإصلاح أولا، ثم يأتى الصراع بعد ذلك على مَن يقود، وليس العكس.