هل تعرف أمريكا ماذا تريد؟!
نشر بالأهرام الخميس 4 أغسطس
هل تعرف أمريكا ماذا تريد؟!
رغم كل التحذيرات الصينية أكملت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكى، زيارتها إلى تايوان.
تزامن مع زيارة بيلوسى إلى جزيرة تايوان إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن مقتل أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم «القاعدة»، بصواريخ عالية الدقة وهو يجلس فى شرفة منزله بأحد أحياء كابول.
هل هناك رابط بين الحدثين؟، وهل هناك ترتيب مسبق فى توقيت إعلان مقتل الظواهرى ليتزامن مع زيارة نانسى بيلوسى؟
ربما تكون الإجابة «نعم»، خاصة أن أمريكا أعلنت أنها تترصد الظواهرى منذ فترة طويلة، وأنه تم رصده فى مناسبات عديدة، حتى تم استهدافه فى النهاية
على الجانب الآخر، ربما تكون الإجابة « لا»، وأنها مجرد مصادفة، وأن تلك الترتيبات تأخذ وقتا طويلا، خاصة فى عمليات الاستهداف، والقتل، حيث تكون الفترة الزمنية مفتوحة إلى حد ما فى اختيار التوقيت المناسب لاستكمال أهداف العملية.
أعتقد أن الربط بين زيارة بيلوسى ومقتل الظواهرى مقصود من جانب إدارة بايدن؛ ليؤكد قيادة أمريكا للعالم فى هذا التوقيت، خاصة بعد «اللكمة» الروسية التى تلقاها فى أوكرانيا، والتى أدت إلى تداعيات سلبية على النظام العالمى، واهتزاز فكرة «القطب الواحد»، وعودة فكرة «عالم متعدد الأقطاب» مرة أخرى إلى الساحة الدولية.
فى كل الأحوال، أعتقد أن حسابات أمريكا هذه المرة قد تكون خاطئة، لأنها قد تدفع بالعالم إلى «حافة الهاوية»، وأنه من الممكن أن تندلع الحرب العالمية الثالثة بين عشية وضحاها بسبب حسابات واشنطن الخاطئة.
أمريكا تريد البقاء وحيدة على رأس السلطة فى العالم، وتمارس مفهوم «حافة الهاوية» فى هذا المجال كما يحدث فى أزمة روسيا وأوكرانيا، وكذلك فى زيارة بيلوسى إلى تايوان.
عموما الأيام القليلة المقبلة سوف تزيح الستار عن تفاصيل أكثر لمعرفة إلى أين يسير المشهد العالمى؟!