50 «هولوكوست»

نشر بالأهرام الأثنين 22 أغسطس
50 «هولوكوست»

قامت الدنيا ولم تقعد منذ اتهام الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) إسرائيل بارتكاب 50 هولوكوست بحق الفلسطينيين .
البداية كانت فى المؤتمر الصحفى، الذى عقده عباس مع المستشار الألمانى شولتس، حينما سأل صحفى إسرائيلى أبومازن عما اذا كانت السلطة الفلسطينية لديها نية الاعتذار عن الهجوم الذى حدث ضد الرياضيين الإسرائيليين فى أوليمبياد ميونيخ بألمانيا، ورد الرئيس الفلسطينى، ومعه كل الحق، قائلا «إن الفلسطينيين يتعرضون كل يوم لخمسين مذبحة، وخمسين هولوكوست»، فقامت الدنيا ولم تقعد، وتحركت الآلة الإعلامية الصهيونية الجبارة لتطلق حملة تحريض ضد عباس ، وضد شولتس لإرهابه، وتخويفه هو أيضا.
نجحت حملة الإرهاب ضد شولتس، وأخذ موقفا متشددا ضد عباس.
أخيرا، تحركت الجامعة العربية، بعد صمت غير مبرر، وساندت محمود عباس، ونددت بالهجمة الشرسة عليه، واعتبرتها «تنمرا مرفوضا يجعل الضحية جانيا».
توصيف حقيقى، فالشعب الفلسطينى الضحية، الذى يتساقط كل يوم منه المدنيون الأبرياء من الأطفال، والشيوخ، والسيدات، لا يجد من ينصفه، رغم الدماء التى تلطخ سمعة إسرائيل، وأيدى قادتها.
آخر مجزرة تلك التى راح ضحيتها خمسة أطفال فى الحرب الأخيرة على غزة، ونشرتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، واكتفى المجتمع الدولى بالمطالبة بتحقيق عادل، وشفاف كما طالب من قبل فى آلاف الجرائم، والمذابح، والمحارق الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ولم يحدث شىء واحد.
لم تتم معاقبة إسرائيل على جريمة واحدة ارتكبتها، ولايزال الاحتلال الإسرائيلى يرتكب أبشع الجرائم، وجاثما على رءوس الفلسطينيين منذ 74 عاما حتى الآن.
القادة الإسرائيليون يتسابقون على المزيد من سفك دماء الفلسطينيين، بعد أن تحولوا إلى مصاصى دماء.. ولا عزاء للمجتمع الدولى وهو يشاهد الهولوكوست الإسرائيلى ضد الفلسطينيين كل يوم.

Back to Top