الإخوان والحكم

نشر بالأهرام الجمعة 26 أغسطس
الإخوان والحكم
قصة صعود جماعة «الإخوان» إلى سدة الحكم فى مصر، والسودان، وتونس، والمغرب، ثم انهيارها، وفشلها تجربة مثيرة، وشديدة الأهمية تستحق أكثر من كتاب، والغوص فيها، والوقوف أمامها لمعرفة أسباب الصعود، وتداعيات الفشل.
الزميل مصطفى بكرى، الكاتب الصحفى، وعضو مجلس النواب، أصدر كتابا مهما حول تجربة «الإخوان والحكم» فى تلك الدول، رصد فيه أسباب الصعود، والفشل، وتداعياته.

مع اندلاع موجة الثورات فى المنطقة عام ٢٠١١، صعد تيار «الإخوان»، وسيطر بعدها على مقاليد السلطة فى مصر، والسودان، وتونس، وليبيا، والمغرب.
بسرعة شديدة، وفى أقل من ١٠ سنوات، عاد تيار «الإخوان» مهمشا، ولا يحظى بثقة الجماهير، أو المؤسسات، بعد فشل محاولة «أخونة» مؤسسات تلك الدول.
حدث هذا فى مصر، حيث سيطرت جماعة «الإخوان» على مجلسى الشعب والشورى، ورئاسة الدولة، إلا أن تجربتها لم تدم طويلا، وانهارت بسرعة أمام الضغط الجماهيرى، وثورة « ٣٠ يونيو».
إلى جانب التجربة المصرية، يرصد الأستاذ مصطفى بكرى تجربة «الإخوان» فى ليبيا، وفشلها فى انتخابات مجلس النواب فى يونيو ٢٠١٤، وكذلك الحال فى السودان مع الثورة التى اندلعت هناك عام ٢٠١٩ ، وسقوط البشير.
فى تونس، كانت التجربة أكثر إثارة من خلال حزب «النهضة»، وتشكيل حكومتين متعاقبتين، لينتهى الأمر بالتنازل عن الحكومة، وتراجع الدعم الشعبى فى الانتخابات التشريعية، ومن ثم تراجع رصيد حزب «النهضة» من ٨٩ نائبا عام ٢٠١١ إلى 54 عام 2019.

الحال نفسها فى المغرب، تراجعت مقاعد حزب «العدالة والتنمية» من 125 مقعدا عام ٢٠١٦ إلى ١٣ عام ٢٠21، ليحتل المركز الثامن بين الأحزاب السياسية الفائزة فى الانتخابات.

كتاب مثير، ومهم عكف عليه الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، وبذل فيه جهدا كبيرا، ليصبح أول دراسة موضوعية لتلك التجارب، من أجل أن تستفيد منها الأجيال الحالية، والقادمة، حتى لا تتكرر تلك الأخطاء.

Back to Top