التشرذم العربى..!
نشر بالأهرام الثلاثاء 30 أغسطس
التشرذم العربى..!
شىء مؤسف أن تخرج أنباء تشير إلى احتمال تأجيل انعقاد القمة العربية المقرر عقدها بالجزائر فى شهر نوفمبر المقبل.
القمة العربية المقبلة مؤجلة منذ ٣ سنوات، حيث كانت آخر قمة هى القمة العربية التى عُقدت فى تونس عام ٢٠١٩، ثم جاء فيروس «كورونا»... وأشياء أخرى لتتعطل القمم العربية منذ ذلك الحين.
الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون بذل، ولايزال، جهدا كبيرا لاستكمال إجراءات انعقاد القمة؛ من أجل لم الشمل العربى فى تلك المرحلة الحساسة، والحاسمة التى يمر بها العالم، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية.
العالم يمر بحالة استقطاب حاد، ويُعاد تشكيل خريطة القوى العالمية، والاتجاه نحو عالم متعدد الأقطاب، بعد انتهاء حِقبة القطب الواحد.
من المهم بذل كل الجهود لاستكمال عقد القمة العربية، من أجل التنسيق بين مواقف الدول العربية، وتحقيق مصالح العالم العربى، خاصة فيما يتعلق بقضية الصراع العربى- الإسرائيلى، والقضايا الاقتصادية، والسياسية المختلفة.
لابد من تجاوز نقاط الاختلاف، وأبرزها ما يتعلق بعودة سوريا إلى مقعدها، وأعتقد أنه من غير المقبول أن يظل المقعد السورى شاغرا حتى الآن.
القضية السورية لا تتعلق بالرئيس بشار الأسد، أو غيره، وإنما تتعلق بدولة سوريا، وضرورة وجودها فى مقعدها الشاغر بنظامها الحالى، حتى يقرر الشعب السورى ما يراه خلال المرحلة المقبلة.
أيضا، جاءت عاصفة التوتر بين المغرب وتونس، على خلفية مشاركة وفد «البوليساريو» فى أعمال القمة اليابانية - الإفريقية فى تونس، لتنذر بمزيد من التوتر بين دول المغرب العربى.
أتمنى أن يبذل القادة العرب جهدا أكبر خلال الأيام المقبلة، لتجاوز الخلافات الهامشية، وانعقاد القمة العربية فى موعدها، والأهم أن تخرج بنتائج ترقى لمستوى طموحات الشارع العربى.