الحزن على العراق..!
نشر بالأهرام الأربعاء 31 أغسطس
الحزن على العراق..!
العراق دولة شقيقة، وتربطها بمصر علاقات تاريخية وطيدة، وهناك جالية مصرية لاتزال موجودة بها، لأنها رفضت مغادرة العراق رغم كل الظروف، كما أنه توجد فى مصر أكبر جالية عراقية مقيمة فى الخارج.
ما يحدث فى العراق يُحزن كل عربى شريف، ومخلص، لأن العراق يستحق أفضل من ذلك، وشعبه عروبى أصيل.
أمريكا زرعت الفتنة فى العراق منذ أن احتلته عام ٢٠٠٣، وأقامت داخله نظاما طائفيا بغيضا يقوم على المحاصصة، والكراهية، والطائفية بين أبناء الشعب الواحد.
الأزمة الأخيرة التى تجتاح العراق الآن ربما يكون لها وجهها الإيجابى بعد أن كشفت عن فشل نظام المحاصصة، والطائفية، لأن الأزمة الحالية بين أبناء الطائفة الواحدة (التيار الصدرى، وخصومه من أبناء الطائفة الشيعية).
الأمريكان وضعوا السم فى العسل حينما أنشأوا نظام المحاصصة؛ بحجة ضمان تمثيل الأقليات، لتنفجر الأوضاع، وتتمترس الطوائف خلف الشعارات، والأكاذيب، بعيدا عن مصالح الشعوب، والأوطان.
كان مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدرى، محقا حينما طالب بعدم إشراك جميع الأحزاب، والشخصيات التى اشتركت فى العملية السياسية منذ الاحتلال الأمريكى عام 2003.
ربما كان العراق أسيرا للفساد قبل الاحتلال الأمريكى، لكنه أصبح الآن، كما قال الصدر، أسيرا للفساد، والعنف.
أعتقد أن الأمور فى العراق سوف تتجه إلى التهدئة بعد خطاب الصدر أمس، ومطالبته بانسحاب المتظاهرين، وإدانته كل من مارس العنف، حتى من أبناء التيار الصدرى، وتأكيده أن "القاتل والمقتول فى النار".
أتمنى أن يراجع قادة التيارات العراقية المتصارعة مواقفهم كما فعل الزعيم العراقى مقتدى الصدر، وتغليب مصالح العراق على أية اعتبارات أخرى، لكى يستطيع العراق تخطى المحنة التى يتعرض لها الآن.