رأس الفتنة
نشر بالأهرام الخميس 1 سبتمبر
رأس الفتنة
يظل الاستعمار هو رأس الفتنة، وعقلها فى العالم العربى، وفى أى دولة من دول العالم.
جاء العدوان الأمريكى ومعه الخراب، والدمار على الشعب العراقى، وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، ليضمن استمرار التبعية له، ويضمن، كذلك، استمرار الصراع الداخلى، والاقتتال الأهلى.
رفع شعارات رنانة، وزائفة حول الديمقراطية، وحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد، وحماية الأقليات، لكن الواقع المرير أكد، وعلى مدى ما يقرب من عقدين كاملين، أن كل هذا لم يتحقق منه شيء واحد، وإنما جلب الفساد، والاقتتال الأهلى، والخراب، والفتنة، ودمر مقدرات الدولة العراقية، ونسيجها الوطنى
ما حدث مؤخرا فى العراق هو انتفاضة ضد كل الأفكار التى جلبها الاستعمار، فها هم أبناء الطائفة الواحدة يتقاتلون بعد أن بلغ الفساد مداه، وانتشر السلاح خارج منظومة الدولة، ليتزامن العنف مع الفساد!
نجح الزعيم مقتدى الصدر فى نزع فتيل الأزمة بمهارة، لكن تظل الأزمة مكتومة، وقابلة للاشتعال فى أى لحظة؛ إذا لم يتدارك كل الفرقاء الموقف قبل فوات الأوان.
قبل العراق وقع لبنان فى المأزق، وقد وصل الآن إلى حافة الهاوية، وبات الشعب اللبنانى على حافة أخطر كارثة سياسية، واقتصادية يشهدها فى تاريخه بسبب فتنة المحاصصة، والطائفية.
لبنان كان الأول فى الوقوع فى الفتنة، وجاء بعده العراق، وها هو الشعب العراقى يحاول جاهدا الخروج من ذلك النفق المظلم، وقبله حاول الشعب اللبنانى، ولايزال يحاول دون أفق محدد
تبقى المشكلة فى أصحاب المصالح، والمتمترسين خلف مكاسبهم غير المشروعة من المحاصصة، والطائفية، وهو ما يعوق كل محاولات الإصلاح، وعودة الوطن لكل المواطنين تحت شعار واحد فقط هو «المواطنة للجميع».